هذا نص الخطبة لمن أراد الاستفادة منها : الخطبة الأولى:إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - ﷺ -، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.
الحمد لله الذي سلم الحجاج والمعتمرين والحمد لله الذي من علينا بنجاح هذا الموسم العظيم وجنب البلاد والعباد شر المفسدين ، فالشكر لله وحده ثم الشكر موصول لقادة هذه البلاد الذين لا يألون جهدا في خدمة حجاج بيت الله الحرام ثم الشكر موصول لكافة قطاعات الدولة العسكرية والمدنية التي استنفرت لخدمة حجاج بيت الله الحرام
عباد الله: إن الحج موسم عظيم للتجارة مع الله تعالى وتزكية النفوس وتحقيق التوحيد وليس مكانا للسياسة ، فلا وألآف اللآت لتسييس الحج و، وجعله مكانا للشعارات السياسة والتحزبات والتكتلات، والمملكة أعلنت هذا قديما وحديثا ، أعلنته عبر وزاراتها ومنابرها ، ومن منبر عرفة أعلنته أيضًا ، ثم أعلنته في أرض الميدان لمن أراد الشر والفساد ، ولا تظنوا أن اللآت انتهت فهناك لا أخرى وهي : لا لتدويل الحج ، فالذي يدير شؤون الحج هي هذه البلاد المباركة ولن نتنازل عن هذا الشرف الذي كرمنا الله تعالى به وكيف لعاقل أن ينأى عن خير وشرف ساقه الله له ، فلا شأن لأحد بالإشراف على الحج وإنما المملكة سهلت للجميع الحج بيسر وأمان . اللهم أدم علينا نعمك ولا تحرمنا من فضلك.
وهنيئا لحكام هذه البلاد ولرعاياها هذا الشرف العظيم في خدمة الحرمين الشريفين ، ثم تهنئة أخرى لحكام هذه البلاد الذين رفضوا هذه الألقاب : صاحب الجلالة ، الملك المعظم ، سيادة كذا و سيادة كذا
وارتضوا هذا اللقب : خادم الحرمين الشريفين.
حجاج بيت الله الحرام ها قد عدتم إلى بلادكم سالمين غانمين مأجورين إن شاء الله تعالى ، فلا تتبعوا الحسنة السيئة بل اتبعوا الحسنة الحسنة ، فإن العلماء يقولون : من علامات قبول العمل اتباع الحسنة الحسنة
حجاج بيت الله الحرام يقول سبحانه وتعالى:«واذكروا الله في أيام معدودات ..» ويقول ﷺ : «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» ها قد عدتم إن شاء الله تعالى وقد غفرت ذنوبكم فلم العودة إلى الذنوب ، فحافظوا على هذا النقاء وهذا الطهر ولا تعودوا إلى دنس المعاصي
بل أقول للجميع: إنها وإن انتهت هذه الأيام المباركات التي ذكرتم الله تعالى فيها وأمسكتم عن شعوركم وأظفاركم وذبحتم ضحاياكم وحججتم واعتمرتم وطفتم وسعيتم ووقفتم بعرفة وبتم بمزدلفة ورميتم وحلقتم ، إنها وإن انتهت هذه الأيام المباركات إلا أن العمل لا ينتهي إلا بالموت ، فواصلوا العمل الصالح وأكثروا من الطاعات ، وتوبوا من المعاصي ، وأعلموا أن العمل لا ينتهي إلا بالموت قال الله تعالى :«واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» ، ولا تنسوا عباد الله: أنكم في أشهر حرم معظمات عظمهن الله تعالى قال تعالى :« إن عدة ..» فعظموا هذا الأشهر وابتعدوا فيها عن المعاصي فإن المعاصي فيهن معظمات
بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
حجاج بيت الله الحرام اسمعوا ماذا يقول الله تعالى لكم:« فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» قال ابن كثير في التفسير: يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها .وقوله : ( كذكركم آباءكم ) اختلفوا في معناه ، فقال ..عطاء : هو كقول الصبي : " أبه أمه " ، يعني : كما يلهج الصبي بذكر أبيه وأمه ، فكذلك أنتم ، فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك ... وقال ابن عباس: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم : كان أبي يطعم ويحمل الحمالات [ ويحمل الديات ] . ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم . فأنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم : ( فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا )
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسة فقال سبحانه:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللهم صل وسلم على نبيك وحبيبك محمد ﷺ وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي ابن عم رسول الله ﷺ وعن الصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة
اللهم أصلح لنا ديننا
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد
اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لما تحب وترضى اللهم اجعلهم رحمة على رعاياهم
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا اللهم ارحم المستضعفين في فلسطين