تمضي الحياةُ سريعةَ الـخطواتِ تركضُ للمٱلْ
فكأنّما أيّامها ضوءٌ تلاشى إذ بدا!
قف بالمٱثر من حياتك وابكِ منها كلّ حال
حتّى يَدلّك أمسُك الماضي على خيرٍ غدا
عيشٌ حقيقته العبورُ وكلّ ما به للزّوالْ
إلّا الذي لله كان وما إلى الله هدى..
هذا البناء تُشِيدُه أيدي الرّجال بني الرّجالْ
تتابع الأيدي عليه يدٌ تَشدُّ به يدا
مُـذ أنذرَ الدّنيا النّبيُّ وأذّنَ الشّادي بلالْ
والله أكبرُ تبلغُ الأقصى من الدّنيا مدى!
***
ما في الوجودِ أجلّ من هذي العلوم وأهلِها
هُم زينةُ الأيّام والأبقى على مرّ الزّمانْ
اللهُ أعلى قدرَهم بعلومِهم وبفضلِها
قل لي بربّكِ بعدها من منهمُ أعلى مكانْ؟!
ومجالسٍ دارت على صعبِ الفنونِ وسهلِها
أغلى من الدّنيا إذا حيزت وأحلى في اللسانْ!
سَل عن حلاوتها وفي الأرواحِ سَل عن فعلِها
تلقَ المجرّبِ لو أتى يُخبِركَ يُعجزُه البيانْ
شيءٌ أجلّ من الحكايةِ لو أتتك بُكلِّها
ما أنتَ مُدركُ لذّة التّحصيلِ إلّا بالعيانْ!
***
مِن قابِلِ الأجيال للجيل الذي يبني سلام
أنتم رجاءَ القادمين فلا يخِب بكم الرّجا!
كونوا لنا الأمسَ الجليلَ وفي الدّجى بدر التّمام
كيما نُزيلَ بنورِ هذا الوحي ديجورَ الدّجى
وإذا الطّريقُ بدا لكم صعبًا وغشّاه الظّلام
كونوا الأعزّ من المصاعبِ والأشدّ توهّجا!
فبكلّ عينٍ حرّمت طعمَ السّكينة والمنام
منّا ستُبصر ألفُ عينٍ ما بنيتُم أبلجا
وبكلّ حُلمٍ زاركم صعبِ التّحقّق والمَرام
سيطِلّ جيلٌ يُرشدُ الدّنيا الطّريق الأنهجا!