Рет қаралды 16,296
7 رمضان 1435هـ
2014
حلقة من سلسلة أصحاب النبي والذين معه ، وتتعرض هذه المحاضرة إلى الأدوار التي قام بها أبو طالب ، والتي لم يكن بإمكان أحد من أصحاب النبي أن يقوم بها في حماية النبي والرسالة ، والأدلة التي أقيمت على كونه في أعلى درجات الايمان
أبوطالب بطل المرحلة المكية في حياة الإسلام
كتابة الأخت الفاضلة تهاني الغاوي
ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : www.al-saif.net/?act=av&action...
أن جِبْرِيل نزل على رسول الله (ص) وقال:أن الله يقرئ عليك السلام ويقول لك:أن الله حرم النار على صلب انزله وعلى بطن حملك وعلى حجر كفلك؛أما الصلب فأبوك عبدالله وأما البطن فأمك آمنة وأما حجر فعمك أبوطالب.
صدق مولانا أبا عبدالله جعفر بن محمد (ع).
وقد افتتحنا الحديث بالرواية المروية عن الامام الصادق (ع)، الذي يقول فيه أن جِبْرِيل نزل على رسول الله (ص) وقال:أن الله حرم النار على صلبً انزله وعلى بطن حملك وعلى حجر كفلك.
على خلاف هذا الحديث نجد أن التيار الأموي في تاريخ المسلمين احاط النبي (ص)،بالنار من مختلف الجهات وهذا محل غرابة عندما تقارن مثلًا أن نفس هذا التيار الذي كان له وجود في تاريخ المسلمين السياسي وفيما بعد وجود أكبر في كتابة التاريخ والتدوين للأحداث فبقي هذا الفكرة مثلًا:معاوية بن أبي سفيان يحاط بالجنة من كل جهات، أمه وابوه واخوانه في الجنة وهناك روايات مؤكدة ضمن هذا التيار تؤكد على قضية دخول هؤلاء الجنة وتمتعهم بها،أما النبي فعندهم عبد المطلب كافر وهو جد النبي، أبو طالب كافر في ضحضاح من النار،عبدالله والد النبي من أهل النار وعندهم روايات بهذا المعنى،أم النبي آمنه أيضًا في النار وهذا ليس فقط أمرًا تاريخًا هذه الفترات أيضًا بمناسبة مولد النبي تجد بعض اتباع الخط الأموي هنا وهناك يعيدون هذا الأمر أن النبي ولد من أب كافر ومن أم كافرة وأنهما في النار وهذا فضلًا عن أبي طالب وهو وعندهم من أهل النار،فهي مفارقة عندما تلاحظ ذلك التيار يحيط زعمائه بأعلى درجات نعمة الله عز وجل وفِي نفس الوقت يصر على أن النبي (ص) محاطًا بهذا الشجرة النارية الجهنمية جد وعم وأب وأم كل هؤلاء في نار جهنم وأنهم ماينفعهم بشيء أصلًا ونهي عن استغفار لهم ولا يسمح له بالشفاعة لهم إلى غير ذلك،في مقابل هذا مدرسة أهل البيت عليهم السلام تعتقد أن أباء رسول الله (ص) اجداده كانوا ضمن الخط المستقيم الإلهي وأن هذا الخط إلهي كان له دعاة ورعاة قائمون به من أؤلئك وأهمهم أباء وأجداد النبي (ص) فيأتي الحديث الشريف لكي يوضح بصورة من الصور أن هؤلاء من أهل الجنة، ويأتي حديث آخر ويبين من جانب آخر عن حُسن هؤلاء وعلى هذا معدل.
لنبدأ بأبي طالب لنتحدث عن هذا الصحابي المؤمن بطل المرحلة المكية،بعد الفراغ من إسلامه وايمانه وكونه في اعلى الدرجات في هذا الجانب طبقًا لما يعتقده اتباع مدرسة أهل البيت (ع) بما سنشير إليه اجمالًا بناء على إسلامه وايمانه ولزومه لرسول الله فترة طويلة منذ البعثة إلى وفاته عشر سنوات قبل البعثة كان كفيلًا له وراعيً إياه وكان ابو طالب أكبر سنًا من رسول الله بخمس وثلاثين سنة كفل النبي (ص) منذ كان عمره ثمان سنوات بعد أن توفي جده عبد المطلب ويكون عمره عندما توفي خمسة وثمانون سنة.
أبو طالب هذا كنية وليست اسمًا، لأن ابنه الأكبر كان اسمه طالب،وطالب غير معروف المصير تاريخياً يقال أنه خرج من مكة ولم يعثر على خبر له وبالتالي قضية ادراكه للإسلام أمره غائم فيه وهذا أكبر أبناء أبي طالب
اسمه مختلف فيه بين أنه عبد مناف أو عمران،قسم يقوون الاسم عمران ويضعفون اسم عبد مناف،نظرًا لأنهم يقولون أن عبد المطلب والد أبي طالب كان مؤمنًا فليس من المعتاد أن يسمي ابنه باسم صنم(مناف) اسم احد الأصنام ليس من ضمن القبائل المعروفة ولكن عندما نرجع لمعاجم تقول أن مناف اسم صنم من الأصنام في بعض القبائل فليس طبيعيًا أن يكون مثل عبدالمطلب الذي يفترض أنه موحد أن يسمي لولده اسمًا عبودية لصنم بناء على هذا القول (عبد مناف) ليس الاسم الأقوى لأبي طالب وأنما هو اسم عمران وهناك بعض الروايات تشير إلى الاسم.
والرأي الآخر يقول:اسم عبد مناف مثل عبد المطلب قسم من الأسماء عندما تتطلق لا يقصد بها معناها الدقيقة وأنما لمناسبة من المناسبات مثلًا عبد المطلب في قضية تاريخية وليس هذا مجالها،تزوج خارج مكة وأنجب ولدًا ولم يكن معروفًا في مكة فلما استرفقه معه إلى مكة الناس أشاروا اليه فقال:هذا عبدًا لمطلب وهكذا صار اسمه عبد المطلب.
يستشهدون بهذا أحيانًا الأسماء غير منظور فيها الجانب العقائدي تحديدًا أنه عندما يقال مثلًا عبد مناف مقصود أنه عبدًا لهذا الصنم وأنما بمناسبة من المناسبات أضيف لهذا الاسم وبعضهم يقول حتى مناف أيضًا ليس محصورًا صنم وأنما هو بمعنى إنافه والعطاء بمعنى أنه عبد معطاءً
وقد يكون الاسم عمران وهو أقرب إلى الذهن والذائقة من الاسم الآخر والده عبد المطلب رجلًا كما يقول الشريف المرتضى علم الهدى-رضوان الله عليه-من كبار علماؤنا في القرن الخامس الهجري وهو أستاذ لكثير من العلماء منهم شيخ الطائفة الطوسي وأمثاله هذا العالم الجليل يقول:أن عبد المطلب ومعه بعض آخرون كانوا يرفضون عبادة الأصنام وكانوا يؤمنون بخالق الخلق وبالمبدأ والمعاد وبالثوآب والعقاب ويحرمون الخبائث ويمنعون شرب الخمر،بل نقل عنه أنه سن مجموعة سَنَن بعض العلماء أنهاها إلى خمس سَنَن وعادات وقوانين اجتماعية وعبادية وبعضهم تجاوزهم إلى العشر الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه احد كبار علماؤنا متوفي سنة (٣٨١) هجرية صاحب كتاب-فَقِيه من لا يحضر الفقية-في باب الخصال الخمس أن عبد المطلب سن خمس سَنَن فلما جاء النبي محمد امضاءها وإرساها-وكلما قلنا من قبل أنها وراثة للأصول الإبراهيمية-مثلًا: الطواف حول الكعبة كان عبادة من قديم الزمان ولكن لم يكن له نظام ولا كيفية
فكان أن سن عبد المطلب الطواف سبعة أشواط حول الكعبة بهذا الكيفية التي للآن المسلمون يطوفون بها.