Рет қаралды 83,527
أقدمُ عسكريٍّ عراقيّ في عهد صدّام حسين ، خدَم في الجيش العراقيّ لخمسة وستين عامًا .
عبد الجبار خليل شنشل البكري ،،، وزير الدّفاع العراقي في احدى فترات حكم صدام حسين ووزير الدولة للشؤون العسكريّة لمُدّة ليست بقصيرة.
ولد شنشل في مدينة الموصل بمحافظة نينوى عام (ألف وتسعمئة وعشرين) وينحدر من عائِلَة عريقة ترجع في نسبها إلى العالِم البغدادي (إبن الجوزي ) الذي كان من نَسل الصحابي الجليل (أبي بكر الصديق ) ومن أحفاده .
• بدأ بتعلُّم القرآن الكريم والقراءة والكتابة منذ نعومة أظفاره في احدى الكتاتيب في الموصل (وقد كان يطلق على الكتاتيب في ذلك الوقت مُسمى المُلا) ، فتمكن من تعلم تلاوَة القرآن الكريم وخَتمَتِه ، وبعد ذلك ألتحق بمدرسة الوطن لدراسة المرحلة الإبتدائية ، وأتَمّ المرحلة المتوسطة والثانوية في المدرسة المركزية الثانوية في الموصل .
• ألتحَقَ عبد الجبار شنشل بالكلية العسكريّة العراقيّة وتخرّج منها عام (ألف وتسعمئة وأربعين ) ، لينتقل بعدها إلى كليّة الأركان العراقيّة ويتخرج منها بجدارة ، وفي عام (ألف وتسعمئة وثلاثة وخمسين) تم اختايره بالتنسيب للتدريس في كلية الأركان واستمرّ كمدرِّس حتى عام (ألف وتسعمئة وسبعة وخمسين).
• في عام (ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين ) عمل شنشل على تأسيس كليّة الأركان الأردنيّة فقد كانت الأردن والعراق في ذلك الوقت في فترة اتحاد وينتميان إلى الملك (الحسين بن علي) الذي عُرف بملك العرب ، وقد أُطلق على هذا الاتحاد اسم الاتحاد العربي الهاشمي ، وقد عمل في التّدريس بهذه الكلية وقد قدّم له الملك الهاشمي الحسين بن طلال وسامًا خاصًا.
• تم اختيار عبد الجبار شنشل كرئيسٍ لأركان الجيش وذلك في عام ( ألف وتسعمئة وسبعين ) وقد استمرّ في هذا المنصب لمدة طويلَة وصلت لما يقارب الأربعة عشر عامًا ، وكان له دور كبير في زيادة عدد الجيش العراقي فهو يعتبر من الّذين قاموا ببناء الجيش فقد كانت الفِرق العسكرية في الجيش (سِتّة فِرقٍ فقط ) وقام شنشل بزيادتها لتصل إلى ستين فرقة .
• في عام (ألف وتسعمئة وأربعة وثمانين) تمّ تعيينه وزيرًا للشؤون العسكريّة ، ومع ذلك استمرّ في عضويَّتِه في القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية.
• تمّ تعيينه كوزيرٍ للدفاع في عام (ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين ) ولكن لم يلبث كثيرًا في هذا المنصب حتى عاد إلى منصبه كوزير للدولة للشؤون العسكريّة وذلك في (السابع عشر من كانون الثاني عام ألف وتسعمئة وتسعين ) .
• وِفقًا لعدد من المؤسسات العسكريّة المرموقة أُعتُبِر شنشل من أقدم الجِنرالات في التاريخ المعاصر ، فقد امتدت مدة خدمته إلى خمس وستين عاما ابتدأها من ضابط برتبة ملازم حتى وصل إلى رتبة فريق أول ركن ، وقد كان من القادة المشاركين في كل حروب الجيش العراقي ابتداءً من حرب عام (ألف وتسعمئة وواحد وأربعين ) وهي التي أُطلق عليها اسم (حرب الأنجلو) ووقعت بين البريطانيين والثوار العراقيين خلال فترة الحرب العالمية الثانية ، وقد حصل شنشل بعد هذه الحرب على نوط حرب (ألف وتسعمئة وواحد وأربعين ) تكريما له على جهوده.
وشارك أيضا مع الجيش العراقي في حرب فلسطين ضد الصهاينة عام (ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين) وقد تمّ تكريمه بعدها وحصل على نوط حرب (ألف وتسعمئة وواحد وأربعين) .
في الخمسينات ساعد في مهمة الحفاظ على بغداد وحمايتها من الغرق في الفترة التي هطلت فيها الأمطار بغزارة شديده وكانت المؤشرات تُشير إلى فيضان الأنهار وكان من ضمن القوّات التي سُخِّرت لحراسة السدود وتم تكريمه بعدها ليحصل على نوط حماية بغداد من الغرق عام (ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين)
وكان من ضمن القادة العراقيين الذين خاضوا حرب (السادس من تشرين الأول عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين) على الجبهة السوريّة ضد الصهاينة بهدف تحرير هضبة الجولان، وشارك في جميع المعارك التي خاضها الجيش العراقي ضد إيران أثناء فترة الصراع الدائر بين البلدين من عام (ألف وتسعمئة وثمانين حتى عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين ) ،وقد حصل خلال هذا الفترة على العديد من الأوسمة والأنواط منها وسام القادسية من الدرجة الأولى وسيف القادسية من الدرجة الأولى وثمانية أنواط شجاعة ونوط الخدمة الفعلية.
وكان أيضًا من ضمن قادة الجيش المشاركين في الحرب العراقيّة الكويتية والتي عرفت باسم (أم المعارك) أو حرب الخليج الثانية .
وحصل شنشل على وسام الرافدين من الدرجة الأولى من النوع العسكري وهو أرفع وسام يُمنح في الجمهورية العراقيّة للجيش العراقي .
• أبرّزُ ما ذُكر عن الفريق الرّكن عبد الجبار شنشل أنّه عمل جاهدًا في تقوية الجيش العراقي وتحديثه وقد كان له العديد من المؤلفات تناولت التدريب والقيادة والسيطرة ، وكان يستعمل مهاراته التفاوضية مع الروس بغية تخفيض أثمان الأسلحة الروسية.
وانتهى مشواره العسكري الحافل مع آخر المعارك التي شارك فيها ضد الغزو الأمريكي على العراق و سقوط بغداد عام (ألفين وثلاثة )على الرُّغم من كِبَر سنّه ومرضه .
لم يكن عبد الجبار شنشل من المسؤولين العراقيين المطلوبين لدى أمريكا فغادر العِراق عام (ألفين وأربعة) إلى الأردن بسبب مرضه الشديد وشيخوخته وكان المُعيل الوحيد له أبنته الدكتورة أيسر ، ويذكر أن منزله في العراق تمت مصادرته والاستيلاء عليه ولم يكن له أي مصدر دخل سوى ابنته التي لم تستطع تحمّل تكاليف العلاج الباهظة وقامت بنقله من المستشفى إلى بيتها .
في عام (ألفين واثنى عشر ) أصيب الفريق الركن عبد الجبار شنشل بجلطة دماغيّة أدّت إلى سوء حالته الصحية بشكل كبير ، وفي العشرين من أيلول عام ألفين وأربعة عشر توفي في احدى مستشفيات عمّان عن عمر يناهز الأربعة والتسعين عاما ودُفن في محافظة المفرق الأردنيّة في مقبرة شهداء الجيش العراقي.