دموع يسوع - سبت الأموات

  Рет қаралды 166

Father Symeon Abouhaidar

Father Symeon Abouhaidar

Ай бұрын

عظة الأب سمعان أبو حيدر في سبت الأموات
الجمعة ٢١ حزيران ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الإلهي - النقاش
دموع يسوع
باسم الآب والابن والروح القدس. آمين.
إحدى أقصر آيات الكتاب المقدس «بكى يسوع» (يو ١١: ٣٥) عند قبر صديقه لعازر. علينا أن نتوقّف ونتأمّل في معنى هذه «الدموع»، ففي هذه اللحظة بالذّات حدث تحوّل فريد بدّل كل النظرة الدينية القديمة تجاه الموت.
حتّى لحظة الدموع هذه، كان هدف الدين (والفلسفة)، يتمثّل في تمكين الإنسان من «التّصالح مع الموت»، وحتّى جعل الموت مرغوبًا فيه لو أمكن: الموت باعتباره التحرّر من سجن الجسد ومن المعاناة ومن هذا العالم الشرير. وأيضًا، الموت كبداية للأبدية. هذه مُجمل التّعاليم الدينية والفلسفية قبل المسيح وخارج المسيحية. لكنَّ المسيح بكى عند قبر صديقه، وبذلك كشف عن صراعه مع الموت ورفضه الاعتراف به والتّصالح معه. هكذا، كفَّ الموتُ عن أن يكون «حقيقة عادية وطبيعية»، بل ظهر كشيء غريب، وغير طبيعي، ومخيف ومنحرف، وأُعلن كعدو: «آخرُ عدوٍّ يُبطَلُ هو المَوت» (١كو ١٥: ٢٦).
نجد أصل قوّة هذا «التغيير الثوري» ونهجه الجديد وغير المسبوق تجاه الموت، في عبارة مختصرة «ليس الموت من صنع الله، ولا هلاك الأحياء يَسرُّه» (حك ١: ١٣). ما يعني أنَّ في العالم، في الخليقة، «قوّة» أصلها ليس في الله ولم يرغب بها ولم يخلقها وهي تعارضه ومستقلّة عنه.
ولأن الله خلق الحياة وهو نفسه الحياة ومُعطي الحياة. يفرح الله بحياة عالمه. لذلك، السؤال الأهمّ والأعمق في الإيمان المسيحي هو كيف ومن أين جاء الموت، ولماذا أصبح أقوى من الحياة؟ كيف صار من القوّة لدرجة أن العالم نفسه أصبح نوعًا من مقبرة كونية، مكانًا يعيش فيه المحكوم عليهم بالإعدام بخوف ورُعب. وفي محاولاتهم نسيان الموت، يجدون أنفسهم يدورون حول مقبرة كبيرة جدًا؟
الجواب المسيحي على السؤال بنفس القوة والقناعة «دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت» (رو ٥: ١٢). أي، بالنسبة للمسيحية، يتمّ الكشف عن الموت ككارثة روحية. بمعنى آخر، الإنسان كان يرغب بالموت لإنه لم يرغب في الحياة التي وهبها له الله مجانًا.
بحسب الكتاب، ليس للإنسان حياة من ذاته. هو يتّكل بذلك دائمًا على الخارج، ويعتمد دائمًا على آخرين: للهواء وللغذاء وللضوء وللدفء وللماء، لأن الإنسان حقًا يعتمد بشكل طبيعي، بيولوجيًا وعضويًا، على العالم. لكن في هذه الحقيقة مَكمن السقوط وانحراف العالم والإنسانية. وهذا ما يُطلق عليه «الخطيئة الجَدّية».
يكمن جوهر تعليمنا عن الخطيئة في أن الإنسان لم يرغب بهذه «الحياة مع الله ومن أجل الله». لقد رغب «بالحياة لنفسه»، ووجد في نفسه غاية الحياة وهدفها ومضمونها. وفي هذا «الاختيار الحرّ»، وفي تفضيله لنفسه على الله، دون أن يُدرك ذلك، أصبح الإنسان عبدًا للعالم وعبدًا لاعتماده على العالم. هو يأكل ليعيش، ولكن بطعامه يشترك مع الفناء، لأن الطعام ليس له حياة من ذاته. ولأن «الإنسان هو ما يأكل». هو يأكل ليعيش، لكنه بدلًا من ذلك بدأ يعيش ليأكل، وفي هذه الحلقة المفرغة والعبثية تكمن الحتمية الرهيبة للحياة البشرية.
فالموت هو إذًا ثمرة حياة مسمومة وفانية على الدوام، تَفَكُّكٌ أَخضَعَ له الإنسان نَفسه بحرّية. وإذ لم تكن له حياة من ذاته، أخضع نفسه لعالم الموت. ولأن «الموت ليس من صنع الله»، فالإنسان هو الذي أدخل الموت إلى العالم جرّاء خياره الحرّ بالحياة لنفسه فقط، قاطعًا نفسه عن مصدر الحياة وهدفها ومضمونها: عن الله. ولهذا، أصبح الموت، بوصفه تفككًا وانفصالًا وفناءً وزوالًا، هو القانون الأسمى للحياة، كاشفًا عن الطبيعة الزائفة لكل شيء على الأرض. ومن أجل تعزية نفسه، خلق الإنسان حلمًا بعالم آخر لا موت فيه، ومن أجل هذا الحلُم خسر هذا العالم وتخلّى عنه بلا ريب حتّى الموت.
فقط، عودتنا الكاملة إلى المفهوم المسيحي عن الموت، باعتباره أصل انحراف الإنسان عن فهم جوهر الحياة ذاته، تمكّننا أن نسمع من جديد، الإعلان المسيحي عن إبادَة الموت في القيامة، إذ «ابْتُلِعَ الموت إلى غَلبة» (١ كو ١٥: ٥٤). آمين.

Пікірлер: 1
@adibsamaha5086
@adibsamaha5086 Ай бұрын
Amen 🙏
الجحيم تمرمرت - أحد الفصح المجيد
12:58
Fr-Symeon Abouhaidar
Рет қаралды 264
Playing hide and seek with my dog 🐶
00:25
Zach King
Рет қаралды 28 МЛН
Heartwarming Unity at School Event #shorts
00:19
Fabiosa Stories
Рет қаралды 15 МЛН
아이스크림으로 체감되는 요즘 물가
00:16
진영민yeongmin
Рет қаралды 58 МЛН
ТАМАЕВ УНИЧТОЖИЛ CLS ВЕНГАЛБИ! Конфликт с Ахмедом?!
25:37
عطايا الروح - أحد العنصرة
13:19
Fr-Symeon Abouhaidar
Рет қаралды 204
الشلل الروحي - أحد المخلّع
11:33
Fr-Symeon Abouhaidar
Рет қаралды 221
St. Mary Monastery - Liturgy 20/07/2024
2:17:21
St. Mary Coptic Orthodox Monestary - Holland
Рет қаралды 148
Playing hide and seek with my dog 🐶
00:25
Zach King
Рет қаралды 28 МЛН