Рет қаралды 282
هل يمكن بناء عقيدة دينية على آيات متشابهة من القرآن الكريم؟ هل توجد آيات محكمة حول نظرية الامامة؟
حبيب الاسدي
يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) (آل عمران:7).
ان المنهج الصحيح في الاستدلال على أية عقيدة إسلامية، هو أن يُنظر أولاً في الدليل: هل هو صالح للاستدلال أم لا ؟ قبل النظر في دلالته وذلك باتباع الخطوتين التاليتين:
الخطوة الأُولى :
ننظر هل الدليل نص قرآني؟ أم شيء آخر من غير القرآن؟ فإن كان من غير القرآن رفضناه ولم نناقشه من الأساس لأن القضية المتنازع فيها أصولية، والأصول لا نحتاج لإثباتها لغير القرآن لوجودها جميعاً فيه.
وإن كان الدليل نصاً من القرآن احتجنا إلى الخطوة الآتية :
الخطوة الثانية :
وهي أن ننظر هل الآية قطعية الدلالة محكمة ؟ أم ظنية متشابهة ؟
فإن كانت ظنية الدلالة رفضنا الاستدلال بها من الأساس دون الحاجة إلى مناقشة كونها تدل على المطلوب أم لا.
وإن كانت قطعية في دلالتها قبلنا ما دلت عليه بيسر ووضوح لا يحتمل إنكاراً أو يحتاج إلى مزيد نقاش.
بهذا نصل إلى الحق من أقصر طريق وأوضح حجة بحيث يعرف حتى الإنسان الأمي من المحق ومن المبطل، وذلك لأن الأصول لا يصح بناؤها على التقليد- وانما فقط على العلم واليقين كما هو الشأن في سائر الأصول.
في ضوء هذه المنهج القرآني العظيم الذي يلزمنا بقبول الأصول القائمة على محكم الآيات، ورد ما كان منها مبنياً على المتشابهات، دونما حاجة إلى تطويل حبل النقاش أحاول أن انظر الى أصل (الإمامة) عند الشيعة الامامية.
فهل هناك آية واحدة تصرح بعقيدة (الإمامة) بحيث لا تحتمل هذه الآية معنى آخر؟! وآية أخرى مثلها تصرح بـ(إمامة) علي وأحد عشر معه؟
هل هناك آيتان فقط من كل كتاب الله ؟
أن جميع الأصول التي انفرد بها الامامية، كالعصمة والنص والوراثة السلالية، ليس لأي واحد منها سند من محكم كتاب الله أو صريح آياته البتة! وكل آية يحتجون بها دليلاً على أي أصل من أصولهم لا يمكن أن تدل بنفسها على المطلوب. وليس هذا هو شأن المحكمات التي وصفها الله تعالى بأنها الأم التي يُرجع إليها، ولا يرجع بها إلى غيرها.
أدلة الإمامية القرآنية -على أصل (الإمامة) ...؟
هذه أهم الآيات القرآنية التي احتج بها الشيعة الإمامية إثباتاً لأصل (الإمامة) عقائد الإمامية الاثنى عشرية -الزنجاني /75-77.
1. (وإذ ابتلى إبرهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) البقرة/124
2. (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) المائدة/55
3. (يَا أَيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ) المائدة/67
4. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأْمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) النساء/59
وغيرها من الآيات
أولاً : إن هذه النصوص القرآنية بعيدة كل البعد عن معنى (الإمامة) التي اصطلحوا عليها , إن أي قارئ للقرآن لا يمكن أن يخطر بباله هذا المعنى وهو يتلو هذه الآيات ما لم يكن تلقاه بالتلقين أولاً قبل تلاوتها. بخلاف نصوص الألوهية والنبوة أو الصلاة والزكاة بل الوضوء والتطهر من الحيض أو النجاسة.. فالاحتجاج به ضرب من المجازفة، والقول بالباطل ..!! ما علاقة هذه الآيات بـ(الإمامة) أولاً ؟! ثم ما علاقتها بـ(إمامة) علي أو اثني عشر شخصاً - أو أقل أو أكثر - ثانياً ؟! لا.. علاقة البتة!!!
ثانياً : فالآيات متشابهة هذا في أحسن أحوالها وليست نصاً في (الإمامة) عموماً ولا في (إمامة) علي أو غيره خصوصاً. والاستدلال بها على هذه المسألة ظن واحتمال وتخرص واستنتاج أو استنباط وهذا كله لا يصلح في باب الأصول والقول به اتباع للمتشابه وقد نهينا عنه بنص قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) (آل عمران/7) .
والإمامية يقولون: إن إمامة علي كنبوة محمد ص !! من أنكرها كان كمن أنكر معرفة الله ومعرفة رسوله. إن هذا يحتاج إلى نص قرآني صريح كصراحة قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) الفتح/29 في النص على نبوة محمد ص وإلا بطل الادعاء وذلك غير موجود!
ثالثاُ : بما أن هذه الآيات لا تدل على (الإمامة) بنفسها لعدم صراحتها فإن إسنادها بالروايات ضرورة لا بد منها. لذلك لجأ الإمامية إلى تفسيرها وإسنادها بالروايات. كرواية الغدير والتصدق بالخاتم وقصة حارث بن نعمان الفهري … الخ. وكلا الأمرين- التفسير والرواية- لا يصلح دليلاً في أصول العقيدة.
رابعاً : الامام علي لم يحتج بهذه الآيات ..!؟
ولو كانت هذه الآيات التي يحتج بها الإمامية- دالة على (إمامة) علي لكان هو أول المحتجين بها، وتلك الآثار الواردة عنه في جميع الكتب تصمت صمتاً كاملاً عن ذلك مما يوضح بجلاء أن هذه العقيدة استنبطوها بعيداً عن نصوص القرآن، ثم جاءوا إلى القرآن ليجعلوا منه تابعاً ومحكوماً يوقّع على ما يقولون ويحكمون .
وهكذا سقط الاحتجاج وبطل الاستدلال على وجود أصل (الإمامة). وبطلت (الإمامة) من الأساس. وتبين أنه لا شيء من الدين اسمه (الإمامة): لعدم وروده في القرآن بالنصوص القطعية المحكمة. ولا أساس له فيه إلا المتشابهات والظنون والاحتمالات : (وما لهم به من علم ان يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا) النجم/28.