Рет қаралды 366,143
تَكشِفُ الأَوراقُ السِّريَّة معلومات حَول أحد المُقربين لِصَدَّام حُسين ، حَامَتْ حَولَهُ الشُّكوك بالخِيانَةِ للرئيس ، ويَظهَرُ على وَجههِ الحُزنُ ويَقشَعِرُ صَوتُهُ بَعدَ إعدامِ صَدام حُسين كُلَما ذُكِرَ اسمُه أثناء مُحاكَمَتِه ، فَهل كان خائِنًا حَقًا !!!
قريبٌ للأُسرَةِ الحاكِمَةِ قَلبًا وقالبًا ، وما حَلَّ بِها طَالَهُ فما زال قابِعًا في السّجنِ مِن سنين ..
جَمال مُصْطَفى عَبد الله السُّلطان التكريتي ..السِّكرتير الخاص للرئيس صدام حُسين ، و المَسؤولُ عَن مَلفِ شُؤونِ القَبائِلِ وَالعَشائِرِ في زَمَنِه، وَزَوجُ ابنَتِهِ الصُّغرى حلا .
وُلِدَ جمال السُّلطان في (الرَّابع من أيار عامَ ألفٍ وتسعمئَةٍ وَخَمسَةٍ وَخَمسين )، بالقُربِ مِن تِكريت ، وينمتي إلى فخذ آل عبد الغفور الناصري ،وعاشَ طُفولَتَهُ فيها وَدَرَسَ فيها من الإبتدائيَّة حَتَّى الثَّانوية لِيَلتَحِقَ بِجامِعَةِ بَغداد، و بالكُليَّةِ العَسْكَريَّة ويَصِلَ إلى رُتبَةِ مُقَدَّم ، و ذَكَرَت بَعض المَصادِر بأنَّ جَمال السُّلطان تَصلهُ قَرابة مع صدام حُسين من ناحية أبناءِ عُمومَة صَدام حُسين وَهوَ شَقيقُ كمال مُصطفى عبد الله السلطان التكريتي ، أَمينُ سِرِّ قُواتِ الحَرَسِ الجُمهوريّ ، وَتَوَطَدَت عَلاقَتُهُ بِصَدام حُسين بِزَواجِهِ من (حَلا صَدام حُسين ) ابنَته الصُّغرى المُدَلَلَة عامَ (ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانيةٍ وتسعين ) وأنجبَت مِنهُ ابنَتان .
تَوَلَّى السُّلطان مَناصِبَ مُهِمة في نِظام صَدام حُسين فقد كان السكرتير الخاص للرَّئيس ، وكان مُعاوِنًا لقُصي صَدام حُسين قائِدِ قُواتِ الحَرَسِ الجُمهوري ، وَلَكن لم يَكن كَثير الظُّهور في وسائل الإعلام وَيُرَجَّح ذَلِكَ لِعَدم رَغبة حلا صَدام حُسين بالظهور فَهي الأُخرى المعلومات الَّتي من الممكن العثور عليها عَنها قليلة جدًا .
تَوَلى السُّلطان مَسؤوليَّة مِلَفَ شُؤونِ القَبائِلِ والعشائِر ، وَذُكِرَ انتِشَار فِيديو لَهُ يَعودُ إلى انْتِكاسَةِ الانْتِفَاضَةِ الشَّعبانِيَّة يَأَمُرُ بِإحضارِ السَّيد المُفَكر "فاضِل جَمال الدِّين" مُقَطَعًا قِطعَتين بِأداةِ (الطَّبر) وَكَلُ قِطعَةٍ في سَيارة!.
ما الَّذي حَلَّ بِجَمال السُّلطان مع بِدءِ الغَزوِ الأمريكيِّ على العِراق ؟؟
لَم يَكُن حَالُ السُّلطان مُختَلِفًا كَثيرًا عَن غالبيَّة المسؤولين العِراقيين وأقارب صَدام حُسين ، فَقَد فَرَّ إلى سوريا مع بِدايَة الغَزو الأمريكيَّ مع زَوجَتِهِ وابنتاه ، لِيَجِدَ نَفسَهُ من المَطلوبين العِراقيين ال( الخَمسَةِ والخَمسين) الَّذينَ نَشَرَت أمريكا أسمائَهُم على أَوراق اللَّعب كأَبرَزِ المَطلوبين وَكانَ يَحمِلُ الرَّقمَ (اثنين وعشرين) ، وَلَكن لم يَلبث كَثيرًا في سوريا وَسُرعانَ ما عادَ وَ سَلَّمَ نَفسه في (العشرين من ابريل عامَ ألفين وَ ثَلاثَة) ،
تَقولُ بَعضُ المَصادِرِ أنَّ سَبَبَ عَودَتِهِ هو اقْناعَهُ عَبْرَ اتِّصالاتٍ مُباشِرَةٍ مَع اعْضاءَ مِنَ المُعارَضَةِ بِتَسلِيمِ نَفسِهِ مُقابِلَ ضَمانات ، أمَّا الرِّوايَةُ الأخرى فَتَقول أنَّ السَبَبَ وَراءِ تَسليم السُّلطان نَفسَهَ أَنَّ لِدمَشق دَورٌ في تَسلِيمه، غَيرَ أنَّ الرَّئيس الأمريكي كانَ قَد قال أنَّ دِمَشق "فَهِمَت الرِّسالة" وَوَعَدَت بِالتَّعاونِ فِي عَدَمِ ايواءِ أَيِّ مَسؤولٍ عِراقِيّ فَار ، فَوارِدٌ أن تَكون سوريا هي الَّتي أعادَتْهُ إلى العِراق ، وَعادَ مِن سُوريَّا بِرِفْقَةِ ضَابِطٍ رَفيعٍ مِن المُخابَراتِ العِراقِيَّةِ يُدعى "خَالِد عَبدالله".
وَبِعَودَتِهِ إلى العِراق قام بِتَسليمِ نَفسِهِ لِقوات المُعارَضة الّذين قاموا بِدَورِهِم بِتَسليمِهِ للقواتِ الأمريكية ، وكانَ بِذلِكَ سادسُ شَخصٍ تَمَّ اعتِقالُهُ في القائِمَةِ الَّتي وَضعَتها أمريكا ومِن أوائِلِ الأشخاص قريبي الصِّلَة بِصَدام حُسين بَعدَ أَخَوَيه غَيرِ الشَّقيقين (وطبان التكريتي وَبَرَزان التَّكريتي ) الَّذَين أُعْتُقِلا قَبلَهُ بِأَيام .
مَع اعتِقال السُّلطان تَوارَدت بَعض الأخبار عَن كَونِه خائِنٌ لِصَدام حُسين ، فَوَرَدَ عن ضابِطٍ كَبيرٍ فِي سِلاحِ الدِّفاعِ الجَّويّ قامَ بِتَقديمِ شَهادَةٍ اتَّهَمَ فِيها قِيادَةَ سِلاحِهِ بالخِيانَة؛ لأنّها لَمْ تُطلِق صَاروخاً واحِداً عَلى طائِراتِ العَدوّ، مُوَسِّعاً اتِّهامَهُ إلى قائِدِ الدِّفاعِ الجَّوي المُهندس جمال مصطفى، بِأَنَّهُ كانَ على عَلاقَةٍ سِريَّةٍ بِالغُزاةِ ، و كَشَفَ (زَمان عَبد المَجيد) المُتَرجِمُ الشَّخصيّ للرَئيس صدام حُسين أنَّ الأمريكين أَجروا قَبْلَ الحَربِ عَلى العِراقِ بِعِدَةِ أَشْهُر اتِّصالاتٍ بِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ المَسؤولينَ العِراقِيين العَسكريين وَالسِّياسِيين لإقْناعِهِم بِالتَّخلِّي عَن الرّئيس العراقي صدام حسين.
وقال (عبد المجيد)، الَّذي كَانَ يَتَوَلَّى عَمَلِيَّةَ التَّرجَمَةَ لِصدام حُسين إلى اللُّغَتين الفَرَنسية والإنجليزيَّةَ لِمُدَةِ عِشرين عامًا، أنَّ الرِّسَالَةَ الَّتي أَوْصَلَهَا الأمريكيون لِهَؤُلاءِ العِراقيين كَانت وَاضِحَةَ تَمامًا وَمَفادُها أَنَّ هَزيمَةَ العِراقِ لاشَكَ فِيها، وَإغراءِهِم بِعَدَمِ الإِنْضِمامِ إلى المُعَسكَرِ الخاسِرِ فِي وَقْتٍ يَسْتَطيعُونَ فِيهِ الحُصولَ عَلى مَكاسِبَ مَاليَّة، وَشَغْلِ مَناصِبَ عُليا فِي حَالَةِ دُخولِ القُواتِ الأمريكيَّة إلى العِراق ، وَذَكَرَ (السُّلطان ) مِن بَينِ الَّذينَ تَحومُ حَولَهُم الشّكوك بالخيانة ، ولكن لم تُذكَر أيُّ أدِلَّةٍ على ذَلك .