Рет қаралды 12,715
من روائع الشاعر الدكتور #حمود_الخلاف
خَلِيلَيَّ اسكُبا
خَلِيلَيَّ اسكُبا ماء المآقي
على طَلَلٍ قَديمِ العَهدِ باقِ
أَتَبكي الدّارَ أم تَبكي ذَويها؟
يُعاتُبني ويَسأَلُني رِفاقي
على فَقدِ الأحِبَّةِ يا صِحابي
أُهِلُّ الدَّمعَ مِن فَرطِ اشتياقي
على أيّامنا اللاتي قَضَينا
على ماضي المحّبةِ والوِفاقِ
تُفَرِّقُنا وتُبعِدُنا المَنايا
وفي الأحلامِ يَجمعُنا التَّلاقي
تُلاحِقنا المَنايا مُذ خُلِقنا
كَأَنّا والمَنايا في سِباقِ
فإن نُدرَكْ فَنينا في الفَواني
وإن نَسبِقْ بَقينا في البَواقي
ستُدرِكُني المنيَّةُ ذاتَ يومٍ
وإن بِيَ أَسرَعت قَدَمي وساقي
مآلُ المَرءِ قَبرٌ في تُرابٍ
وإن عَلَتِ المَنازلُ والمَرَاقي
فَيا مَن وَصلُها حِيناً سَقانا
خُمورَ الحُبِّ في كأسٍ دِهاقِ
تَعَالَي واسقِني بالوَصلِ أُخرى
سَقَاكِ اللهُ مِن مُزْنٍ غِداقِ
ألا عُودي بِكأسِكِ واسقِنيها
فَدَتكِ النّفسُ مَسقيّاً وساقي
تَعَالَي واسقِني مادُمتُ حَياً
وإن شِئتي فجودي بالعِناقِ
ودَاوِي ما بِنا مِن دَاءِ شَوقٍ
فَدَاءُ الشّوقِ أًعيا كُلَّ راقي
تَعَالَي أطفِئي بالوَصلِ ناراً
فُؤادي مِن لَظَاها في احتراقِ
أَعِيدي ما مَضى من ذِكرياتي
أعيدي الوصلَ مِن بَعدِ الفِراقِ
فلا نَدري غَداً نَحيا ونبقى
أَمِ الأَوراحُ تُصبِحُ في افتِراقِ
حُرمتُ القُربَ مِن بَعدَ التّدَاني
وصَرْفُ الدّهرِ شدّدَ مِن وثاقي
وبُعدُكِ زادَ مِن وقْعِ الرَزَايا
كأنّكِ والرَزَايا في اتِّفاقِ
وَوَجْدي صارَ طَبعاً من طِباعي
وكُلُّ تَصَبُّري زَيفُ اختِلاقِ
وما بَقيَتْ لَنَا ألا الأَمَاني
ورُوحاً شارَفَت عَظمَ التّراقي
أشُمُّ الطّيبَ مِنكِ دونَ قُربٍ
إذا مرَّ النّسيمُ على عِذاقِ
وطيفُكِ ماثلٌ دوماً أمامي
كأنّ الطَّيفَ يَسكنُ في حِداقي
وتَستَسقي بقلبي ذِكرياتٌ
وتَسقيها مِنَ العينِ السّواقي
مريرٌ طَعمُ أيّامي وعُمْري
وذِكرُكِ وحدُهُ حُلوُ المَذاقِ