لم يلتحق الشيخ البهتيمى بأى معهد من معاهد القرآن و تعليم القراءات بل لم يدخل أى مدرسة لتعليم العلوم العادية و لكن بالممارسة و الخبرة و الإستماع الجيد إلى القراء مثل المشايخ محمد رفعت و محمد سلامة و الصيفى و على حزين فتعلم أحكام التلاوة دون أن يشعر هو بذلك و قد إكتملت عناصر النجاح لديه بعد الإستماع إلى هؤلاء العمالقة في قراءة القرآن .
و رغم نجاحاته المتواصلة و إرتفاع صيته فى تلاوة القرآن الكريم إلا أن عدم إلتحاقه بمعهد القرآءات ظل العقدة التى تطارده و تحول بينه و بين تقدمه لإختبار القراء بالإذاعة .
و فى عام 1953 م عرض عليه الشيخ محمد الصيفى أن يتقدم بطلب للإذاعة لعقد إمتحان له أمام لجنة إختبار القراء إلا إنه رفض خشية أن يتم إحراجه لعدم إلمامه بعلوم و أحكام القرآن و علوم التجويد و أنه لم يدرس بأى معهد للقرآءات
و لكن الشيخين محمد الصيفى و على حزين أقنعاه بضرورة التقدم لهذا الإمتحان و أن موهبته تفوق كثيرين تعلموا بمعاهد القرآءات فقهر ذلك الكلام خوفه و فك عقدته و تقدم للإمتحان و نجح بإمتياز فتعاقدت معه الإذاعة المصرية فى أول نوفمبر عام 1953 م و تم تحديد مبلغ أربعة جنيهات شهريا مقابل التسجيلات التى يقوم بتسجيلها للإذاعة و تم تعيينه بعد ذلك قارئ لقرآن الجمعة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير بالقاهرة و الذى ظل به حتى وفاته .
كان الشيخ كامل البهتيمى محبوباً من كل أعضاء مجلس قيادة الثورة و كان الرئيس عبد الناصر يحبه حباً شديداً و يطلبه لرئاسة الجمهورية لإحياء معظم الحفلات التى تقام بمقر الرئاسة و كان الناس يظنون أن إقتراب الشيخ البهتيمى من الرئيس عبد الناصر بغرض التقرب للسلطة أو سعياً وراء الشهرة و لأن عهد عبد الناصر كان مليئاً بالمتناقضات و لم يكن محبوباً من بعض فئات شعبه فكان سخط الناس على الشيخ البهتيمى هو ترجمة لسخطهم الحقيقي على الرئيس عبد الناصر و لذا فبعد وفاة الشيخ كامل يوسف و من بعده عبد الناصر تغيرت معاملة الحكومة للشعب المصرى و بدأت تطالبهم بسداد ضرائب قديمة لا يعرفون عنها شيئاً و إمتنعت الإذاعة المصرية عن إذاعة تسجيلات الشيخ البهتيمى و كذلك التليفزيون الأمر الذى وصل بالدولة أنها لم تكرم الشيخ حتى الآن .
و فى عام 1967 م ذهب الشيخ كامل يوسف البهتيمى إلى مدينة بورسعيد تلبيةً لدعوة وُجهت إليه لإحياء ليلة مأتم فتلعثم لسانه أثناء القراءة و عجز عن النطق و قد شعر بأن شيئاً يقف فى حلقه فثقل لسانه
و بعدها تم نقله إلى الفندق الذى كان ينزل به و تم إسعافه و نقله إلى القاهرة و لكن بعد تلك الحادثة بأسبوع واحد أصيب بشلل نصفى فتم علاجه و إسترد عافيته و بعد التحقيق تبيّن أن هذه كانت محاولة لقتله فى مدينة بورسعيد بعد أن وضع له مجهول مواد مخدرة فى فنجان قهوة كان قد تناوله قبل بدء التلاوة بالمأتم و رغم أن الشيخ إسترد عافيته إلا أن صوته لم يعد بنفس القوة التى كان عليها عن ذى قبل .
و مرت الشهور حتى فوجئ بدخوله البيت و هو فى حالة إعياء شديد و قام أهله بإستدعاء طبيبه الخاص الدكتور مصطفى الجنزورى الذى صرح بأنه مصاب بنزيف في المخ و بعدها بساعات قليلة فارق الشيخ كامل البهتيمي الحياة سنة 1969 م عن عمر ناهز الـ 47 عاماً .
رحـم الله الـشـيـخ الـبـكّـاء كامل يوسف البهتيمي .