Рет қаралды 31,595
الله الرؤوف المتحنن † سلسله التآمل فى صفات الله † عظه للبابا شنوده الثالث † 1996
محبة الله لنا، محبة مملوءة عاطفة لعل من أعمق مظاهرها، تلك العبارة المؤثرة التي قيلت في معجزة إقامة لعازر من الموت، اعني قول البشير (بكي يسوع) (يو11:35). أنها كلمة تدل علي عمق المشاعر، عمق الحنان، عمق القلب.
تكرر نفس التعبير بالنسبة إلي أورشليم التي كان ينتظرها الخراب بعد سنوات. وقد قيل في ذلك (وفما هو يقترب من المدينة بكي عليها) وقال (ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك: ويحاصرونك من كل جهة، ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرًا علي حجر) (لو19:41-44).
ومثل عبارة "بكي" في إظهار محبة الرب لأولاده، كذلك عبارة "تحنن".
ومن أجمل مواقفها قول الإنجيل (ولما رأي الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين منطرحين، كغنم لا راعي لها) (مت9:36). لذلك قال لتلاميذه من أجلهم (أطلبوا إلي رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده)..
ويكرر معلمنا متى البشير هذه العبارة في شفاء المرضي، ويقول عن الرب إنه (تحنن عليهم وشفي مرضاهم) (مت14:14). إذن كانت معجزات الشفاء ناتجة عن حنان قلب وحب. وهكذا يقول أيضًا في شفاء الأعميين (فتحنن يسوع ولمس أعينهما. فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه) (مت20:34). وفي أقامه ابن أرملة نايين - وكانت أمه تبكي، وهو وحيد أمه (فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها لا تبكي) وأقام الشاب (ودفعه إلي أمه) (لو7:12-15).
حاولوا يا أخوتي أن تتبعوا كلمة)تحنن(في معاملات الرب. بل في العهد القديم وردت كثيرًا عبارة (الرب حنان ورحيم) (مز111:4) (مز145:8) وكما يقول عنه نحميا انه (إله غفور، حنان ورحيم، طويل الروح) (نح9:17)
ويقول عن مغفرته للشعب وعدم إفنائهم علي الرغم من صلابة رقابهم (ولكن لأجل مراحمك الكثيرة لم تفنهم ولم تتركهم، لأنك إله حنان ورحيم) (نح9:31).
من محبة الله لنا أيضًا أنه ينادينا بأسمائنا.
فيقول (أعرف خاصتي، وخاصتي تعرفني) (خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، ويقول أيضًا أن (الخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها) (يو10).
جميل أن الله يعرف الكل منا باسمه، ويناديه باسمه ويقول لتلاميذه (أفرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السموات) (لو10:20). وجميل أيضًا أننا نري في الكتاب سفرًا أسمه سفر العدد، فيه يحصي الله أولاده ويكتبهم بأسمائهم. كذلك في سفر أخبار الأيام نره يكتب الأسباط وتفرعاتها بالأسماء (1 أى1-9).. ليس أحد غائبًا أمامه. وإن غاب أحد يبحث عنه حتى يجده، ويحمله علي منكبيه فرحًا (لو15:5).
ومن محبة الله لنا، أنه جعلنا واحدًا معه.
فيقول (أثبتوا في وأنا فيكم) (يو15:4) كما يثبت الغصن في الكرمة. ويقول للآب (أنت أيها الآب في، وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا) (يو17:21). ويقول أيضًا (أنا فيهم، وأنت في، ليكونوا مكملين غلي واحد) (يو23:17) , ومن محبته أنه اعتبرنا كشخصه.
† † †
Our Facebook page / copticmix
Our Twitter page / coptic_mix
Our KZfaq Channel / copticmix