Рет қаралды 308
كلُّ طفلٍ يدخلُ العالم، يُبصرُ النورَ في وجهِ أمّه، وسرعانَ ما تَضُمُّه إلى صدرِها حتّى يَشعُرَ الطّفلُ بالدّفءِ والحنانِ فيمتصَّ مِنها أوّلَ جُرعةٍ تَضمَنُ له الحياة، ثمّ يَجِدُ جَسَدَه الضّعيفَ بينَ ذِرَاعَيِّ أبيهِ القويّةِ الّتي تُرسِّخُ في ذاتِه الطُّمأنينةَ والأمان.
إن العائلةُ الّتي تتكوّنُ مِن أبٍ وأمٍّ وإخوةٍ وأخوات، هي الّتي تَسدُّ كلَّ الحاجاتِ الجسديّةِ والعاطفيّةِ والفكريّةِ والرّوحيّةِ في المرحلةِ الأولى مِنَ الحياة. وبالرّغمِ مِنْ أنَّ الإنسانَ في مراحلَ مُتقدِّمةٍ مِن النّموِّ والتّطوّرِ يأخذُ مِنْ مُجْتَمَعِهِ الكثير، لكنْ ما يَختَبِرُهُ في مرحلةِ الطّفولةِ يَترُكُ فيه الأثرَ الأكبر. ذلكَ لأنَّ الطِّفلَ يُولدُ بصفحةٍ نظيفةٍ أو لوحٍ فارغٍ تُكتبُ عليه اختباراتُه ونظرتُه إلى الحياة. فالمرحلةُ الأولى مِنَ الحياةِ هي المرحلةُ الّتي من خلالِها تتكوّنُ الشّخصيّةُ والنّظرةُ إلى العالم. يؤكِّدُ لنا عُلماءُ النّفسِ أنَّ ما يَنطبِعُ في عقولِنا في هذه المرحلة، يُؤثّرُ في كلِّ ما نفعلُه في المراحلِ التالية. لذلكَ تَقعُ على العائلةِ مسؤوليّةَ التربيةِ والتّعليم. نتعلّمُ أيضًا مِنَ الدّراساتِ في عِلْمِ النّفسِ أنَّ سرَّ النّجاحِ أو الفشلِ في مراحلِ النُّضوجِ ترجعُ إلى المرحلةِ الأولى التكوينيّة.
التّضحيةُ والتّفاني: كَمْ من قِصّةٍ نَسمعُها عن التّفاني في التّضحيةِ بين أفرادِ العائلةِ للدّفاعِ عن، أو لحمايةِ أحدِ أعضاءِ الأُسْرَةِ لدرجةِ المُخاطرةِ بالنّفس.