Рет қаралды 29,565
أَيِ: النِّسَاءُ اللَّاتِي طَلَّقَهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} أَيْ: يَنْتَظِرْنَ وَيَعْتَدِدْنَ مُدَّةَ {ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} أَيْ: حِيَضٍ أَوْ أَطْهَارٍ عَلَى اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ فِي الْمُرَادِ بِذَلِكَ، وَلِهَذِهِ الْعِدَّةِ عِدَّةُ حِكَمٍ، مِنْهَا: الْعِلْمُ بِبَرَاءَةِ الرَّحِمِ، إِذَا تَكَرَّرَتْ عَلَيْهَا ثَلَاثَةُ الْأَقْرَاءِ، عُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي رَحِمِهَا حَمْلٌ، فَلَا يُفْضِي إِلَى اخْتِلَاطِ الْأَنْسَابِ.
وَلِهَذَا أَوْجَبَ تَعَالَى عَلَيْهِنَّ الْإِخْبَارَ عَنْ {مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} وَحَرَّمَ عَلَيْهِنَّ كِتْمَانَ ذَلِكَ، مِنْ حَمْلٍ أَوْ حَيْضٍ.
لِأَنَّ كِتْمَانَ ذَلِكَ يُفْضِي إِلَى مَفَاسِدَ كَثِيرَةٍ، فَكِتْمَانُ الْحَمْلِ مُوجِبٌ أَنْ تُلْحِقَهُ بِغَيْرِ مَنْ هُوَ لَهُ، رَغْبَةً فِيهِ وَاسْتِعْجَالًا لِانْقِضَاءِ الْعِدَّةِ، فَإِذَا أَلْحَقَتْهُ بِغَيْرِ أَبِيهِ، حَصَلَ مِنْ قَطْعِ الرَّحِمِ وَالْإِرْثِ وَاحْتِجَابِ مَحَارِمِهِ وَأَقَارِبِهِ عَنْهُ، وَرُبَّمَا تَزَوَّجَ ذَوَاتِ مَحَارِمِهِ، وَحَصَلَ فِي مُقَابَلَةِ ذَلِكَ إِلْحَاقُهُ بِغَيْرِ أَبِيهِ، وَثُبُوتُ تَوَابِعِ ذَلِكَ مِنَ الْإِرْثِ مِنْهُ وَلَهُ، وَمِنْ جَعْلِ أَقَارِبِ الْمُلْحَقِ بِهِ أَقَارِبَ لَهُ، وَفِي ذَلِكَ مِنَ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا رَبُّ الْعِبَادِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ إِلَّا إِقَامَتُهَا مَعَ مَنْ نِكَاحُهَا بَاطِلٌ فِي حَقِّهِ، وَفِيهِ الْإِصْرَارُ عَلَى الْكَبِيرَةِ الْعَظِيمَةِ، وَهِيَ الزِّنَا لَكَفَى بِذَلِكَ شَرًّا.
{وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
فَصُدُورُ الْكِتْمَانِ مِنْهُنَّ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَإِلَّا فَلَوْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَعَرَفْنَ أَنَّهُنَّ مَجْزِيَّاتٍ عَنْ أَعْمَالِهِنَّ لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُنَّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} فِي ذَلِكَ أَيْ: لِأَزْوَاجِهِنَّ مَا دَامَتْ مُتَرَبِّصَةً فِي تِلْكَ الْعِدَّةِ أَنْ يَرُدُّوهُنَّ إِلَى نِكَاحِهِنَّ {إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا} أَيْ: رَغْبَةً وَأُلْفَةً وَمَوَدَّةً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط متابعة كامل الدرس في قناة اليوتيوب: • سورة البقرة95 | تفسير ...
رابط تحميل الصوت بحجمين مختلفين: dr-shaal.com/multimedia/4162.html
=======================
درس الإثنين 18/12/2017
سلسلة: #تفسير_سورة_البقرة
للشيخ الطبيب: #محمد_خير_الشعال
(إدارة الصفحة)