Рет қаралды 91,808
تم تسجيل القصيدة برواية الزوزني
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن امرأ القيس كان يعشق عنيزة وأخذ ثيابها يوم الغدير مع صواحباتها، ثم عقر لهن ناقته ثم ركب معها ناقتها فدخل عليها الهودج، كما تقدم، ثم نظم المعلقة وذكر هذه القصة فيها.
وإذا صح أن هذا وحده هو السبب لنظمها، فقد يؤخذ عليه عدم وحدة الموضوع في القصيدة؛ لأنه ذكر فيها وصف الجواد والليل والبرق والسحاب …
ويجوز أن يكون يوم الغدير سببًا من جملة الأسباب، وأن الشاعر كان مولعًا بالشعر، فاستهل هذه القصيدة بالغزل، وثنى فيها بقصة الغدير لولعه بالنساء والتشبيب بهن، ثم عززها بوصف الجواد؛ لأن ركوب الخيل في المنزلة الثانية عنده من اللذاذة.
واستطرد إلى وصف الصيد والطبيعة، جريًا على سنة الجاهلية في عدم الوحدة واشتمال القصيدة الواحدة على أغراض متعددة.
ومما لا ريب فيه أن هذه القصيدة وليدة الشباب، وربيبة الصبا، نظمها الشاعر حين لم يكن في قلبه ما يشغله إلا الصبوة والطموح في سبيل الشهوة، قبل أن تملأ المصائب قلبه، وتنيخ عليه بكلكلها؛ ولذلك يرى الباحث فيها ماء الشباب يترقرق في تضاعيف كلماتها، ونضرة النعيم تتراءى في أسرَّتها.