Рет қаралды 14,138
قصيدة جميلة جداً للشاعر الدكتور حمود الخلَّاف
قصيدة تنسب إلى شعر الحكمة من شاعر خبير في الحياة مخضرم
مَالِي أَرَاكَ مِن النَّوائِبِ تَفزَعُ؟
مِن هَولِ ما تَلقَى تَئِنُّ وتَجزَعُ
تَشكو وتَبكي ذَا الزَّمانَ وحَالَهُ
مِمَّا أتاكَ مِنَ الحَوادِثِ تُفجَعُ
عاداتُ دَهرِكَ في الأنامِ قَوَارِعٌ
مَن ذَا الذي لا يُبتَلَى أو يُقرَعُ؟
أأمِنتَ مِن غَدرِ الزَّمانِ وطَبعُهُ
مَكرٌ إذا صافَاكَ يوماً يَخدَعُ؟
لا الخوفُ يُنجي مِن نَوائِبِهِ وَلا
دَمعٌ يُفِيدُ ولا عِتابٌ يَنفَعُ
هذا زَمانُكَ قَد عَلِمتَ بِحَالِهِ
فَإلى مَتَى تَأسى وعَينُكَ تَدمَعُ؟
أهلاً وسَهلاً بالخُطُوبِ إذا أَتَت
وَجَدَت صَبُوراً صَبرُهُ لايُصدَعُ
فإذا الخُطُوبُ على الفَتَى قَد قُدِّرَت
لا حًزْنُ يُجدِي أو قِتَالٌ يَردَعُ
ولَقَد رَأَيتُ مِن الزَّمانِ وغدرِهِ
مامِنهُ يَعتَبِرُ اللَبِيبُ ويَقنَعُ
عِش في زمانِكَ قانِعاً مُستَغنِياً
كي لا يُقَضَّ مِنَ الزَّمانِ المَضجعُ
هذا زمانٌ كَم يَذِلُّ بهِ الذي
يَأبى القليلَ وَفي كَثيرٍ يَطمَعُ
يَحيا بخوفٍ مَن يَخافُ خُطُوبَهُ
يَهنا بهِ مَن لا يَخافُ ويَخضَعُ
صِل فيهِ خِلاً قَد حَبَاكَ بِودِّهِ
حَبلُ المودِّةِ دُونَ وَصلٍ يُقطَعُ
واحرِص على رَدِّ الجَميلِ وصُنعِهِ
لا يَخلُ فِعلُكَ مِن جَميلٍ تَصنَعُ
فَكَمَا الأنامُ بَكَ العُيوبُ كَثيرَةٌ
وجَميلُ صُنعِكَ عن عُيوبِكَ يَشفَعُ
لا تَرجُ عن فِعلِ الجَمِيلِ مَثَابَةً
مَن يَرتَجي عَنهُ المثَابَةَ يُمنَعُ
والناسُ مِثلُ التُّربِ في أنواعِهِ
مِنهُ الخصيبُ ومِنهُ قَفْرٌ بَلقَعُ
ازرَع جَميلَكَ في الوَرَى ثُمَّ انسَهُ
يَوماً سَتَحصُدُ ما بِتُرْبٍ تَزرَعُ
الخيرُ مِنكَ إليكَ يوماً رَاجِعٌ
والسُّوءُ يَوماً لِلمسِيئِ سَيرجِعُ
وَمِنَ الهَوَى ثوبٌ تَعِزُّ بِلبسِهِ
وَمِنَ الهَوَى ثوبٌ يُذِلُّ فَيُنزَعُ
فَاترُك هَوَى مَن في هَواهُ مَذلَّةٌ
ثوبُ المَذَلِّةِ عن كَريمٍ يُخلَعُ
عَوِّد فؤادَكَ أن يَعيشَ لِوحدِهِ
فإلى فِراقٍ كلُّ شَملٍ يُجمَعُ
مَن سَرَّهم حِيناً تَجمُّعُ شَملِهِم
أَبكَاهُمُ دَهرَاً فِرَاقٌ مُوجِعُ
إنّي نَصَحتُكَ فاستِمِع قَد فازَ مَن
يُصغي لِنُصحِ النَّاصِحِينَ ويَسمَعُ