Рет қаралды 33,445
مسكن الله مع قديسيه، يجتمع معه الملائكة، وكل القديسين الذين إنتقلوا، والقديسين الذين يحيون معنا، والذين سيولدون.. الكل ينضمون كأعضاء في جسد المسيح، تكميل القديسين. هذا الملكوت السماوي، هو الذي قال عنه الرب " نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل، فسأقيمك علي الكثير. أدخل إلي فرح سيدك" (مت 25). وقال عنه أيضًا "تعالو يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم". أي ملكوت الله، وموعده بعد القيامة والدينونة، حينما يأتي في مجيئه الثاني، لينهي هذا العالم المادي، ويضم مختاريه إلي ملكوت السموات، إلي أورشليم السمائية التي هي مسكن الله مع الناس (رؤ 21: 2، 3).. حينما يخضع الكل، واَخر عدو يبطل هو الموت، ويسلم الملك لله الآب (1كو 15: 24، 27). كأننا هنا في صلاتنا هذه نطلب الأبدية السعيدة.
إنه الملكوت الداخلي الذي قال عنه الرب "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21).. أي أن الله يملك علي المشاعر والعواطف والنيات ويملك علي الإرادة وعلي الرغبات والشهوات، ويملك أيضًا علي الأفكار والحواس. وإذا ملك الرب علي القلب، يملك بالتالي علي كل ما يصدر عن هذا القلب. لأن " الإنسان الصالح، من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات. والإنسان الشرير، من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور" (مت 12: 35). لقد تكلمنا عن عبارة (ليأت ملكوتك)، من جهة الملكوت الداخلي، الذي به يملك الرب حياة الإنسان كفرد..علي أن العبارة قد تتسع، فيشمل الملكوت كل القلوب الخاضعة للرب. وهنا يكون الملكوت هو الكنيسة.. وحينما يقول الكتاب إن الإبن سيسلم الملك كله للآب (1 كو 15: 24) إنما يعني إنه سيسلمه الكنيسة
ينتشر ملكوتك في الأرض كلها. ينتشر الإيمان في كل الأمم وكل الشعوب، وفي كل مدينة وقرية.. ويعرف الجميع إسم الرب، ويسيرون في طرقه. وهنا تكون الطلبة صلاة إلي الله أن يعمل روحه القدوس علي نشر الإيمان، ويعطي قوة للكرازة ونعمة للسامعين.. وعن الملكوت بهذا المعني نصلي في المزمور قائلين:
فلتعترف لك الشعوب يا الله، فلتعترف لك الشعوب كلها (مز 66).
وبه يتحقق أيضًا قول المرتل " للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1). أي يصبح العالم كله ملكًا لله، لأنه له.. وكان الرب يقصد هذا الملكوت حينما قال لتلاميذه "اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص" (مز 16: 15،16). وكما قال لهم أيضًا "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الأب والإبن والروح القدس، وعلموهم جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20). هذه هي مملكة الله: كل الذين آمنوا واعتمدوا ونفذوا الوصايا.
مملكة الله هي صورة سفر الرؤيا: الكنائس السبع، وفي وسطها إبن الإنسان، أي كل الكنائس، والرب وسطها , مملكة الله هي المنائر الذهبية، تشع نورًا عل العالم.
ملكوت الله - قداسة البابا شنوده الثالث - 29-06-1979
† † †
Our Facebook page / copticmix
Our Twitter page / coptic_mix
Our KZfaq Channel / copticmix