Рет қаралды 5,545
لا اتورط الا مع النرجسيين
جميع اصدقائي مملين
كل من حولي مقصرين
انا غير محظوظ مع الجنس الاخر
لا شك ان احدهم اسمعك شكوى كتلك.. ان لم تكن انت قد رددتها في نفسك يوماً.
فهل فكرت يوما بمن يقود سيارة حياتك .. اهو انت ام شخص اخر؟
واسمحوا لي ان اعتبر هذا المقال فسحة تاملية بعيدة عن الاحكام القطعية
يقال ان ما يزعجك في الاخرين هو غالبا انعكاس لم تكرهه في نفسك، وفي كل مرة تشعر بأن احدهم تصرف بشكل، اسأل نفسك هل سأتصرف بطريقة مماثلة لو مررت في ذات الظروف.
وهذا يخلص اليه الفليلسوف البريطاني جيمس آلان بالقول "ان ما نحبه في الآخرين هو ما نحبه في أنفسنا. ما نكرهه في الآخرين هو ما لا نستطيع رؤيته في أنفسنا".
فكل فكرة تسمح لها ان تقع في ذهنك وتتركها تنمو وتتجذر ستتفتح عاجلا ام اجلا في فعل او تصرف وستنتج فرصها وظروفها، لاننا لا نرى العالم كما هو نراه كما نحن، فكل ما نحن عليه اليوم هو نتيجة ما فكرنا به في الامس.
لو دققت في هذا الكلام ستخلص الى اننا نحن صناع مساراتنا بجانب كبير جدا منها ، وقد لا يقر ذلك العالقون في وعي الضحية ممن يلومون الظروف والصعوبات ليبرؤا انفسهم، لكن سيقره من ينعمون بوعي المسؤولية اولئك الذين يدعوهم كل حدث في حياتهم لتعديل سلوك او ادراك معنى وربما تغيير مسار.
طيب ماذا عن الحظ الذي لا سلطة لنا عليه؟
الحظ هو تقاطع وتراكم وتتابع لتلك المسارات في حياتك تضع امامك حدثا ما تعجز احيانا عن تفسيره، لكنه ناتج رياضي لمعادلات رسمتها مساراتك، وقد ينطبق ذلك على ما جائت به روح فلسفة هيجل في تعريفها للحظ فهو مئات الاسباب والعلل التي تجمعت وتتالت وتراكمت وتشعبت وتذررت فاصبح من الصعب تتبعها، وحتى للحظ وفق هيجل سبب.
و يبدو ان الاسهل لنا ان نصدق بان العالم عشوائي وغير عادل، تصور سهل لانه يسمح لنا بالتخلي عن المسؤولية، والتلطي في وعي الضحية، لاننا عندما نكون ضحايا نرفع عن انفسنا المسؤولية نستجدي عطفا ونستدر انتباها، وقد يكون القابع في دور الضحية هو اصل المشكلة لكنه يقنع نفسه ومن حوله بعجزه وحاجته لمن يقوم بالاصلاح، فترى هذا الشخص يقع في ذات الاحداث مرارا وتكرارا( لا اجتمع الا بالنرجسيين.. لا التقي الا بالنصابين).
يصف الكاتب الياباني يوشينوري نوغوتشي كل تلك التداخلات بـ "قانون الانعكاس" في كتابه الذي يحمل نفس الاسم، مشيرا الى ان الحياة تخبئ لك بقدر ما خبأت لها في حصالة الايام.
انظر الآن كيف تتفاعل مع الناس ، قيم اداءك المهني ، عنايتك بصحتك ، الاشخاص الذين تقضي معهم معظم وقتك، الاحداث التي فوت حضورها، اداءك المالي ، مستوى روحانيتك، مستوى تسامحك، مدى فوضويتك.. واعلم انها جميعها تصنع حظك ومستقبلك ومسارك.
ستقول لي ماذا عن الظروف ؟
تنهكك الظروف وتتعبك .. لبرهة تجعلك تستسلم تشتكي وربما تعيدك نكوصاً الى وعي الضحية ، لكنك قد تكون شخصاً يزور مدينة الياس يتجول يجلس في مقهى لكنه لا يبني بيتا هناك، في حين ان هناك من طاب له المُقام.
الظروف تعتمد على طريقة تفاعلك معها كضحية ام بمسؤولية، وهنا لا تعدو الظروف كونها منعظفا حادا زلقاً وخطرا في احيان لكنه بحاجة الى سائق ماهر يحسن المناورة.
والان اسال نفسك من يقود سيارة حياتك .. انت ؟ ام انك تقبع في كرسي المرافق.
بالطبع هناك بعض العوامل الخارجية التي يمكن أن تعيق تقدمك أو تدعمه. لكن في النهاية ان لم تقتلك فانت حي ويمكنك المتابعة او ان تكون حياً لكنك ميت.