Рет қаралды 204
عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان مَلِك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحرٌ، فلما كبر الساحِرُ قال للملك: إني قد كَبرتْ سني، وحَضَرَ أجلي، فادفعْ إليَّ غلاماً فلأُعلمه السحرَ، فدفع إليه غلاماً، فكان يعلمه السحرَ، وكان بين الساحر وبين الملك راهب، فأتى الغلام على الراهب، فسمع من كلامه، فأعجبه نحوه وكلامُه، وكان إذا أتى الساحرَ ضربه وقال: ما حبسك؟ وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا: ما حبسك؟ فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي، وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل: حبسني الساحر. قال: فبينما هو ذات يوم إذ أتى على دابة فظيعة عظيمة قد حَبَستِ الناسَ فلا يستطيعون أن يجوزوا، فقال: اليومَ أعلم أمرُ الساحر أحبُّ إلى الله أم أمرُ الراهب. قال: فأخذ حَجَراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس، ورماها فقتلها ومضى، فأخبر الراهب بذلك، فقال: أي بني أنت أفضلُ مني، وإنك ستُبْتَلَى فإن ابتُلِيت فلا تدل عليَّ. فكان الغلام يُبرئ الأكمه والأبرصَ وسائر الأدواء ويشفيهم الله على يديه وكان جليسٌ للملك فعمي، فسمع به، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: اشفني ولك ما هاهنا أجْمَع. فقال: ما أنا أشفي أحداً، إنما يشفي الله عز وجل، فإن آمنت به دعوت الله فشفاك. فآمن، فدعا الله فشفاه. ثم أتى الملكَ، فجلس منه نحو ما كان يجلس، فقال له الملك: يا فلان من ردّ عليك بَصَرَك؟ فقال: ربي. قال: أنا. قال: لا ربي وربُّك الله. قال: ولك ربٌّ غيري؟ قال: نعم، ربي وربك الله. فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام، فأتى به فقال: أي بني! بَلَغَ من سحرك أن تُبرئ الأكمه والأبرص، وهذه الأدواء؟! قال ما أشفي أنا أحداً إنما يشفي الله عز وجل. قال: أنا. قال: لا. قال: أولك ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربك الله. قال: فأخذه أيضاً بالعذاب، ولم يزل به حتى دَلَّ على الراهب، فأتي بالراهب فقال: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المنشار في مَفْرِق رأسه حتى وقع شِقَّاهُ. وقال للأعمى: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شِقَّاه. وقال للغلام: ارجع عن دينك. فأبى. فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا. وقال: إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه، وإلا فدهدهوه، فذهبوا به، فلما علوا الجبل قال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فدُهدِهوا أجمعون. وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله. فبعث به مع نفر في قُرْقُوْر فقال: إذا لججتم البحر فإن رجع عن دينه، وإلا فغَرِّقوه في البحر، فلججوا به البحر، فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت، فغرقوا أجمعون، وجاء الغلام حتى دخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله. ثم قال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرُك به، فإن أنتَ فعلتَ ما اَمرك به قتلتني، وإلا فإنك لا تستطيع قتلي. قال: وما هو؟ قال: تجمعُ الناسَ في صعيد واحدٍ، ثم تصلبني على جذع، وتأخذ سهماً من كنانتي، ثم قل: بسم اللّه ربّ الغلام، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، ففعل ووضع السهم في كبد القوس ثمّ رماه وقال: بسم الله ربّ الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات، فقال الناس آمنا بربّ الغلام آمنا بربّ الغلام. فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذر، فقد والله نزل بك، قد آمن الناس كلُّهم، فأمر بأفواه السكك فخدّت فيها الأخاديد، وأضرمت فيها النيران، وقال: من رجع عن دِينه فدعوه، وإلا فأقحموه فيها. وقال: فكانوا يتعادون فيها ويتواقعون، فجاءت امرأة بابن لها تُرضعه، فكأنها تقاعست أن تقع في النار، فقال الصبي: اصبري يا أماه فإنك على الحق"
وقد أورد محمد بن إسحاق هذه القصة على وجه آخرعن محمد بن كعب، وحدثني أيضاً بعضُ أهل نجران، عن أهلها أن أهل نجران كانوا أهل شِرْك يعبدون الأوثان، وكان في قرية من قراها قريباً من نجران ونجران هي القرية العظمى التي إليها جِماع أهل تلك البلاد ساحرٌ يعلّم غلمان أهل نجران السحر، فلما نزلها فيميون، ولم يسموه لي بالاسم الذي سماه ابن مُنَبِّه، قالوا: رجل نزلها، فابتنى خيمةً بين نجران وبين تلك القرية التي فيها الساحر، وجعل أهلُ نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر [يعلمهم السحر]. فبعث الثامرُ ابنه عبد الله مع غلمان أهل نجران، فكان إذا مَرَّ بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من عبادته وصلاته، فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم، فوحَّد الله وعبدَه، وجعل يسأله عن شرائع الإسلام، حتى إذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم، وكان يَعْلَمُهُ، فكتمه إياه وقال له: يا ابن أخي إنك لن تحمله، أخشى ضعفك عنه. والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان، فلما رأى عبدُ الله أن صاحبه قد ضنَّ به عنه وتَخوَّف ضعفه فيه، عمد إلى قِداح فجمعها، ثمّ لم يُبقِ لله اسماً يعلمه إلا كَتَبه في قدح لكل اسم قدح، حتى إذا أحصاها أوقدَ ناراً ثمّ جعل يقذفها فيها قدَحاً قدحاً، حتى إذا مرَّ بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه، فوثب القدح حتى خرج منها لم تضرّه شيئاً، فأخذه ثم أتى به صاحبه فأخبره أنه قد علم الاسم الأعظم الذي قد كتمه، فقال: وما هو؟ قال: كذا وكذا. قال: وكيف علمته؟ فأخبره بما صنع. قال: أي ابن أخي، قد أصبتَه فأمسِك على نفسك، وما أظن أن تفعل. فجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يَلْقَ أحداً به ضُرٌّ إلّا قال: يا عبد الله أتوحَّد اللهَ وتدخل في ديني وأدعو الله لك فيعافيك مما أنت فيه من البلاء. فيقول: نعم، فيوحّد الله ويُسلم، ويدعو الله فيشفى،
#اصحاب_الاخدود