Рет қаралды 77,996
قصيدة أعذر الظلم
للشاعر الكبير / عبد الله البردوني..
أعذر الظلم وحمّلنا الملاما
نحن أرضعناه في المهد احتراما
*
نحن دلّلناه طفلاً في الصبا
وحملناه إلى العرش غلاما
*
وبنينا بدمانا عرشه
فانثنى يهدمنا حين تسامى
*
وغرسنا عمره في دمنا
فجنيناه سجونا و حماما
*
لا تلم قادتنا إن ظلموا
ولم الشعب الذي أعطى الزماما
*
كيف يرعى الغنم الذئب الذي
ينهش اللّحم و يمتصّ العظاما
*
قد يخاف الذئب لو لم يلق من
نلبه كلّ قطيع يتحامى
*
ويعفّ الظالم الجلّاد لو
لم تقلّده ضحاياه الحساما
*
لا تلم دولتنا إن أشبعت
شرّه المخمور من جوع اليتامى
*
نحن نسقيها دمانا خمرة
ونغنّيها فتزداد أواما
*
ونهنّي مستبداً، زاده
جثث القتلى وأكباد الأيامى
*
كيف تصحو دولة خمرتها
من دماء الشعب والشعب الندامى؟
*
آهـ منّا آهـ! ما أجهلنا؟!
بعضنا يعمى وبعض يتعامى
*
نأكل الجوع ونستسقي الظما
وننادي «يحفظ الله الإماما»
*
سل ضحايا الظلم تخبر أنّنا
وطن هدهده الجهل فناما
*
دولة «الأجواخ» لا تحنو ولا
تعرف العدل ولا ترعى الذماما
*
تأكل الشعب ولا يسري إلى
مقلتيها طيفه العاني لماما
*
وهو يسقيها ويظمأ حولها
ويغذّيها ولم يملك طعاما
*
تشرب الدمع فيظميها فهل
ترتوي؟ كلّا: ولم تشبع أثاما
*
عقلها حول يديها فاتح
فمه يلتقم الشعب التقاما
*
يا زفير الشعب: حرّق دولة
تحتسي من جرحك القاني مداما
*
لا تقل: قد سئمت إجرامها
من رأى الحيّات قد صارت حماما؟
*
أنت بانيها فجرّب هدمها
هدم ما شيّدته أدنى مراما
*
لا تقل فيها قوى الموت وقل:
ضعفنا صوّرها موتا زؤاما
*
سوف تدري دولة الظلم غدا
حين يصحو الشعب من أقوى انتقاما
*
سوف تدري لمن النصر إذا
أيقظ البعث العفاريت النياما
*
إنّ خلف اللّيل فجرا نائما
وغدا يصحو فيجتاح الظلاما
*
وغدا تخضرّ أرضي، وترى
في مكان الشوك وردا وخزامى