Рет қаралды 951
ما هو سر حب الناس لشركات مثل شركة آبل؟! علم النفس يجيب!
الدكتور كريم درويش باحث في مجالي اللسانيات الحاسوبية، والإنسانيات الحاسوبية، وتخصصه العلمي يجمع بين علوم الحاسب واللغة وعلمي الاجتماع والنفس، وقد ألف عشرات الأبحاث العلمية، ونُشِرَت هذه الأبحاث في أهم المؤتمرات الدولية والمجلات العلمية، وشارك في كتابة العديد من الكتب العلمية المتخصصة. نشر عدة دراسات علمية في قضايا حساسة تخص الشأن العربي والإسلامي، في مواضيع مثل: تدخل الجيش في السياسة، والعداوة ضد المسلمين في الغرب، وتأثير الربيع العربي على الجماعات المتطرفة، ودور الدعاية الموجهة على وسائل التواصل الاجتماعي.
عمل الدكتور كريم درويش في جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة وفي جامعة القاهرة والجامعة الألمانية في القاهرة، وعمل باحثًا في شركتي ميكروسوفت وآي بي إم، ويشغل حاليا منصب كبير الباحثين في معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لمؤسسة قطر.
الحلقات السابقة: • الأفضل: خيارات أكثر أم...
المصادر:
bigthink.com/neuropsych/how-a...
psychology.sas.upenn.edu/peop...
على تويتر: / kareem2darwish
على الفيس بوك: / socipsych
بكل سذاجة انتقدت حاجة في الآيفون، وفوجئت بصاحبي وكإني شتمت أبوه أو أمه أو حد من أهله! هل هو شريك في شركة آبل، ولا شركة آبل عاملة له سحر؟
الهدف هو إننا نفهم إزاي شركة آبل، وغيرها من الشركات قدرت توصل المستخدمين بتوع منتجاتها، إنهم يدافعوا ويسوقوا لمنتجاتها بكل حماس، واستماتة!
فهم الموضوع ده، هيخلينا نشوف إزاي حد ممكن يأثر علينا، وإزاي كمان إحنا ممكن نأثر على الناس التانيين، وإحنا بنبيع وبنسوق الحاجات اللي عندنا
وهنشوف بعض التجارب العلمية الغريبة والعجيبة، واللي بتوضح واحدة من أخطر اللعب اللي الشركات بتلعبها معانا!
في تجربة عملها دكتور اسمه مايكل بلات في جامعة بنسلفانيا، كان بيدخل ناس بيستخدموا منتجات آبل جوا جهاز الرنين المغناطيسي (MRI)، وبعدين يخلوهم يقروا أخبار إيجابية وأخبار سلبية عن شركة آبل
لما كانوا بيقروا أخبار إيجابية عن آبل، كان الأجزاء اللي في المخ المسؤولة عن السعادة بتنور، ولما كانوا بيقروا أخبار سلبية، كانت الأجزاء اللي مسؤولة عن الحزن والألم بتنور
بالمناسبة ده نفس اللي بيحصل معانا لو حد قال لنا كلام عن إخواتنا أو قرايبنا أو أصحابنا أو حبايبنا ... فكأن شركة آبل بقت بقيت أهل المستخدمين بتوع منتجاتها
الطريف إنه عمل نفس التجربة بالضبط على ناس ييستخدموا منتجات سامسونج، ولقى إن الأخبار الإيجابية والسلبية عن سامسونج ما كنتش بتفرق معاهم خالص!
أول حاجة إنهم مش بيبيعوا منتج بمواصفات، ولكن بيبيعوا فكرة، وصورة ذهنية، وبيبعوا تجربة وإحساس ...
إعلانات شركة آبل بتعرض ناس مبدعين ومنجزين ... الناس دول هما أبطال الإعلانات، والمنتج بتاع آبل عنصر أساسي في نجاحهم ...
والإيحاء إنك لما تشتري منتجات آبل هتكون إنت كمان مبدع ومنجر! لا مش بس كده ... إن هتكون من الفئة المتميزة في المجتمع
والشعار بتاع الشركة هو: فكر بإبداع أو (Think Different) ...
بالمناسبة السعيدة، في تجربة اتعملت بتوري إن الناس بتشوف شعار آبل، وبعدين يحلوا مشاكل، الناس دول بيكونوا أكثر إبداعا من الناس اللي ما شفوش الشعار
كل ده بسبب إن شركة آبل بتربط باستمرار بين المنتجات بتاعتها والإبداع في كل إعلانتها ... وده بيأثر على سلوك الناس
تاني حاجة شركة آبل بتعملها هي إنها مش بتبيع للرعاع والدهماء، وبترفع سعر المنتج بتاعها مخصوص، مش علشان تكسب أكتر، ولكن علشان تبيع للفئة "المتميزة" في المجتمع
خاصة كمان لما يكتشف إن شركة آبل بتعمل منتجات جيدة صحيح، بس المستخدمين بتوعهم بيكونوا أسرى للشركة:
لو عاوز سماعة بلوتوث للتليفون أو عاوز توصله بالكمبيوتر، فأي حاجة غير منتجات آبل مش بتشتغل كويس مع الآي فون، وشركة آبل شبيحة في الأسعار
ولو شاشة التليفون اتكسرت، أو لو عاوز تصلح حاجة تانية فيه، خاصة التليفونات الجديدة، لازم تروح لآبل وتكع فلوس ...
==
تالت حاجة، واللي هي الصراحة في صالح شركة آبل، هي إن الشركة مولعة بالتفكير في إزاي الناس هتستخدم منتجاتها، وبتحاول تيسر الاستخدام على قدر الإمكان
==
فده بيبدأ من أول تقليل وتبسيط عدد الخطوات اللي المستخدم محتاجها علشان يعمل أي حاجة، وده في أحيان كتيرة بيكون عن طريق تقليل الخيارات المتاحة للمستخدم بحيث إنه ما يحتاجش يفكر كتير
وزي ما قلت لكم في حلقة قبل كده، الخيارات الكتيرة متعبة للناس، والناس عاوز حد يفكر لها
في اتنين مديرين سابقين في شركة أمازون نشروا كتاب في 2020 اسمه "Working Backwards" بيتكلم إزاي الشركة بتبدي تتخيل المنتج، وكأنه موجود فعلا في إيد المستهلك وبيستخدمه فعلا، قبل ما يحطوا يوم واحد في تطويره
الكتاب لطيف فعلا، وأنصح أي واحد شغال في شركة أو في أي نوع من المشاريع سواء تجارية أو خيرية أو غيره إنه يقراه
فالخلاصة إن كتير من الشركات الناجحة بتكون حريصة إنها تبني علاقة نفسية بين منتجاتها وبين المستخدمين
ده بيخلي المستخدمين يتعاملوا مع الشركة ومنتجاتها زي ما بيتعاملوا مع الأهل والأصحاب، وبتخلي المستخدمين أدوات للدعاية والدفاع عن الشركة
أهم حاجة الشركات ديه بتعملها هي إنها مش بتسوق لمنتج، ولكن بتسوق لفكرة أو نظرة للنفس أو إحساس معين، والمنتج هو الأداة اللي بتوصل للفكرة أو النظرة أو الإحساس
تاني حاجة إن الشركات ديه مش بتسوق للعوام، ولكن للخواص المتميزين عن بقية المجتمع ... وبما إن الناس بتحب الانتماء لحاجة أكبر منهم، فهما بينتموا للمتميزين اللي بيستخدموا منتجات الشركة
وآخر حاجة إن غالبا بيكون عندهم ولع بتبسيط وتيسير استخدام المنتجات بتاعتهم، لإن الناس بتحب المنتجات السهلة والجميلة
بالمناسبة اللطيفة ديه، أنا مش باستخدم أي منتج من منتجات آبل البتة، والحمد لله مبسوط بالكمبيوتر الويندوز والتليفون الأندرويد ... وأصحابي اللي بيستخدموا آبل: بأحبكم برضه وبأدعي لكم 😊