Рет қаралды 3,598
حذر الكاتب والمفكر المغربي حسن أوريد من خطر الشعبوية التي تجتاح العالم العربي، واصفًا إياها بـ "الاستعباد الطوعي الجديد".
وفي لقاء خص به موقع "فبراير" بمناسبة توقيعه لكتابه الجديد بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، يشرح حسن أوريد أن كتابه الأخير "إغراء الشعبوية في العالم العربي: الاستعباد الطوعي الجديد" يسلط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل المنطقة.
ويرى المفكر حسن أوريد أن الشعبوية هي السلطوية بامتياز، حيث يتم استغلال الشعب وإرضاء رغباته الآنية على حساب الحريات والمصالح الحقيقية للمجتمع. وهو ما يعتبره نوعًا من "الاستعباد الطوعي" الذي تمارسه الشعوب على نفسها، بقبولها الخضوع لقادة شعبويين يبيعون الأوهام.
ويستشهد الكاتب حسن أوريد بمفكر القرن السادس عشر "لابوا" الذي قال إن الاستبداد لا يقوم إلا إذا كانت هناك قابلية للاستعباد لدى الشعوب. فالاستبداد كالنار التي تحتاج إلى حطب للاستمرار، وإذا أرادت الشعوب التخلص منه، فعليها أن تحرم النار من حطبها.
وأبرز حسن أوريد العوامل التي ادت إلى ظهور الشعبوية في العالم العربي، معددا ذلك في ضعف المؤسسات الوسيطة وانهيار الطبقة الوسطى، وأيضا في استقالة المثقفين وغياب صوت العقل، كما يشير إلى دور العوامل الاقتصادية وسيطرة الأقليات المالية في تهيئة الأرضية للشعبويين.
وأكد حسن أوريد في لقائه مع فبراير على هامش المعرض الدولي للكتاب، أن الحل لهذ الاستعباد الجديد لا يكمن في مواجهة الشعبويين بعد وصولهم للسلطة، بل في التصدي لها أي الشعبوبة من المنبع، من خلال إحياء دور المجتمع المدني والمؤسسات الوسيطة وتمكين الشعوب كفاعلين حقيقيين، بدلاً من اتباع سلبيين يسهل خداعهم بشعارات فارغة.
وختم المفكر حسن أوريد بتحذير خطير، مفاده أن العالم العربي قد استنفد جميع السرديات الكبرى من القومية العربية إلى الإسلام السياسي، ولم يبقَ أمامه سوى "البديل المظلم" للشعبوية، ما لم يتصد المثقفون والنخب الفكرية لهذا الخطر الداهم.