Рет қаралды 75,507
ثبات النفس † عظه للبابا شنوده الثالث † 08/02/1989
حياة البر والفضيلة لا تسير سهلة باستمرار، إنما تصادفها عوائق في الطريق. فم هي هذه العوائق وما أسبابها؟ ولماذا سمح الله بها؟... وعمومًا يمكن أن نسأل ما فائدة العوائق.
من أهم العوائق عمل الشيطان الذي يحرص بكل قوته على أن يقتنص فريسة من بين الفضلاء. وهناك أمر يسميه الروحيون (حسد الشياطين). وهم يحسدون الأبرار على برهم وعلى نجاحهم في الطريق الروحي الذي فشل فيه هؤلاء الشياطين. يحسدونهم على حياة القداسة والنقاوة، وعلى علاقتهم الطيبة بالله. ويحسدونهم على النعمة المصاحبة لهم... لذلك يثيرون حولهم الزوابع، لكيما يفشلوا ويصيروا مثلهم أو من مملكتهم.
فأن سرت في طريق الفضيلة وقابلتك عوائق، فأطمئن، لأنك سائر في الطريق السليم. فلو كنت سائرًا في طريق الشيطان، ما كان يحاربك! بل على العكس كان يسهّل طريقك ويشجعك. أما محاربته لك أو محاربة أعوانه، فدليل أكيد على أن مسلكك يتعب الشيطان. ولهذا يجعل طريق الفضيلة ضيقًا حولك. فأنت كلما تبدأ في عمل صالح، يلجأ الشيطان وأعوانه في عمل مضاد لك. ولكن كل ذلك لا يمنعك أبدًا من الاستمرار في طريق الخير وسوف يحيطك الله بقوة من عنده تشجعك لتنتصر على كل العوائق.
على أن أكبر عائق للفضيلة هو ذاتك أنت التي قد تحاربك أكثر مما يحاربك الشيطان. فإن كانت تحب المادة أو تحب الخطية فحينئذ تكون ذاتك عائقًا للفضيلة. ومن مظاهر ذلك إن كانت الحواس طائشة تتأمل فيما يثير الخطية فيها. فالحواس هي أبواب الفكر. والفكر يوصل إلى القلب والمشاعر. والجسد أحيانًا يقاوم الروح ويقيم عوائق للفضيلة.
ومن عوائق الفضيلة أيضًا الأصدقاء الأشرار والمرشدون المضلون كما قال الرب لإسرائيل في القديم "مرشدوك مضلون". وأحيانًا وصف أمثال هؤلاء المرشدين بأنهم قادة عميان... ومن ضمن هذه المعوقات المفاهيم الخاطئة التي تنتشر في البيئة أو في وسط أية جماعة وتضللها. ومن ضمن هذه المعوقات الكتب والمطبوعات الخاطئة.
ومن عوائق الفضيلة أيضًا الطباع الشخصية للإنسان إن كانت طباعًا منحرفة. وربما يكون بعضها طباعًا موروثة، أو طباعًا مكتسبة من البيئة، أو من كثرة الممارسات. مثال ذلك أن يكون الشخص غضوبًا أو سمّاعًا أو متسرعًا... ومن العوائق أيضًا شهوات النفس الداخلية، أو بعض أهدافها الخاطئة...
ولكنني من جهة كل هذه العوائق، أقول لك لا تخف. بل اطمئن. واعرف أنك في كل المحاربات الروحية التي تتعرض لها، وفي كل العوائق التي تقف أمامك، هناك المعونة الإلهية التي تسندك. فالشيطان يحاول أن يُعيقك، ولكن النعمة تشجعك وتقويك. الله تبارك اسمه يسمح بوجود العوائق، هذه نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فإنه في نفس الوقت يعطيك القوة التي تجاهد بها وتنتصر. إنه يسمح بالتجارب أحيانًا. ولكنه لا يدعكم تُجَرَّبون فوق ما تستطيعون، بل يجعل مع التجربة المنفذ.
† † †
Our Facebook page / copticmix
Our Twitter page / coptic_mix
Our KZfaq Channel / copticmix