الإنتساب في القناة والتمتع بخدمات إضافية من هنا
// / @tachkilat
نحن في الثاني من مايو عام 2009...
ريال مدريد يستقبل في البيرنابيو برشلونة بيب جوارديولا.
برشلونة كان فريقا مرعبا في ذالك الوقت..، وجوارديولا يبدأ المباراة بـ11 لاعبي إسثنائي على الورق
المباراة كانت الأهم في الموسم بالنسبة للفريقين.
نحن في الجولة الـ34 والبرسا متقدما في جدول الترتيب بـ4 نقاط فقط عن غريمه التقليدي
وفوز الريال يعني أن التنافس سيكون على أشده حتى الجولة الأخيرة
هذه الظروف توحي لنا أن المباراة ستكون فيها منافسة كبيرة بين قطبي إسبانيا
لكن هذا لم يحدث...
ورغم ان هيجواين وضع الريال في المقدمة بهدف من رأسية رائعة
نادي برشلونة يقلب الطاولة رأس على عقب.
مواجهة انتهت بنتيجة مباراة تنس والنادي الكتلوني يفوز بـ6 أهداف مقابل هدفين في واحدة من أصعب اللحظات التي من الممكن أن يعشها مشجع مدريدي.
في خضم كل هذا كان يوجد رجل تسبب في أكثر من نصف عدد الأهداف التي شكلت مأساة للمدريدين لفترة طويلة
رجل نجح في تلك المباراة وظهر كأنه خارق مقدما 4 تمريرات حاسمة لزملائه هذا الرجل الذي سيلقب فيما بعد بقلب برشلونة النابض... بكل بساطة إنه تشافي هيرنانديز.
حينما نتحدث عن تشافي من أين سنبدأ ؟ من اي ميزة ؟ من اي مهارة ؟ ومن أي كلمة ستعطي هذا الرجل حقه ؟
تشافي هيرنانديز العقل المدبر لأفضل جيل في تاريخ نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا هو ببساطة لاعب أكثر من إستثنائي.
يعجز اللسان عن التعبير حينما يتحدث عن مسيرة وموهبة وسحر مثل الذي قدمهم تشافي لسنين طويلة.
مثل اساطير اللعبة الذين ينتمي لهم دون ادنى شك تشافي لم يكن يتعامل مع كرة القدم على انها مجرد عمل أو وظيفة طريقة لعبه توحي لنا انه كان يتعمال معها كجوهرة ثمينة، لعب تشافي لسنوات بأبسط طريقة ممكنة عندما تشاهده في ايام مجده تلاحظ أن كرة القدم لعبة سهلة، إبتعاده عن الخصم كان سهلا، إذلال المدافعين بدورانه السحري كان سهلا، ترويضه الإستثنائي للكرة كان سهلا، قد نصاب بالجنون حينما نشاهد مباراة بين افضل اللاعبين في العالم ونجد ان هذا الرجل قصير القامة الذي لا يتجاوز طولة المتر و70 سنتيمترا يتحكم في إيقاع اللعبة كما شاء ولكان هذا ما كان يحدث بالفعل...
ومع وجود زميل يحمل القيمص رقم 10 مثل ليونيل ميسي يستغل المساحات في انصاف الثواني اكتملت عظمة النادي الكتلوني في تلك الفترة وفي العديد من المراة كنا نشعر أننا يجب أن نقف بالزمن لنشاهد هذه المتعة لأطول فترة ممكنة.
ـفي بداية عام 2003 كان من الواضح أن النادي الكاتلوني بات قريبا من مغادرة ازمته واستقر إدارة النادي على اختيار فرانك ريكارد لقيادة مشروع الفريق في السنوات المقبلة الذي بدوره اختار تشافي ليكون همزة وصل الفريق في وسط الميدان ومن هنا جائت تسمية تشافي بقلب برشلونة النابض... الشاب الذي لم يتجاوز سنه الـ24 سنة كان الأكثر إستخداما في تشكيلة فرانك ريكارد موسم 2003/2004 حيث أنه حسم المنافسة لفائدته امام لاعبين مثل دافيدس وكوكو وإنريكي وانيستا وتياغو موتا.
كل هذه العوامل جعلت البرسا يفوز بلقب دوري الأبطال عام 2006 وبالسداسية عام 2009 خاصة مع ظهور الضلع الثالث في خط الوسط والذي له أيضا وثائقي رائع على قناتنا، هذا الثلاثي في خط الوسط لم ينجح فقط مع البرسا بل نجح في السيطرة على اوروبا والعالم بأسره.
تشافي لم يشارك في نهائي دوري الأبطال عام 2006 بما أنه كان عائد من إصابة لكنه حظر على الانتصار في بنك البدلاء، تشافي حصل على جائزة افضل لاعب في يورو 2008 وسجل الهدف الأول في النصف نهائي امام منتخب روسيا وكان رائعا في هذه المسابقة.
في 2009 حقق البرسا سداسيته الشهيرة... وحينما نتحدث عن سداسية يكون الدوري ودوري الأبطال هما الألقاب الأهم.
في 2010 عندما حقق منتخب إسبانيا كأس العالم في جنوب إفريقيا كان تشافي رجل المباراة امام البرتغال في الثمن نهائي وامام المانيا في النصف نهائي.
في المبارايات الكرى كان تشافي حاضرا دوما بقوة حتى أنه قدم هدية لبيدرو في نهائي دوري ابطال 2011 امام اليونايتد.
تشافي كان دون شك مذهلا في الفترة التي امتدت من عام 2008 حتى عام 2012 وفي 3 مناسبات يحضر بين الثلاث الأوائل في جائزة الكرة الذهبية.
كيف للاعب مثل تشافي ان لايحصل على الكرة الذهبية سؤال كان دائما مايطرح في الأوساط الرياضية والإجابة تأتي من تشافي نفسه.
لاعب متكامل مثل تشافي كان من الضروري ان تخلده كتب تاريخ كرة القدم... فهو يستطيع فعل كل شيئ مخالفات مباشرة غاية في الروعة، ورغم ان تسجيل الأهداف لم يكن افضل ميزة لدى قلب برشلونة إلى أنه سجل طوال مسيرته 120 هدف.
بعد فوز البرسا بدوري الأبطال عام 2011 لم ينتهي ابداع تشافي بعد، فوز اسبانيا باليورو عام 2012 وفوز النادي الكتلوني ببطولات عديدة كان تشافي عنصر هام فيها اللاعب الذي انهى مسيرته مع فريق احلامه بأفضل طريقة ممكنة، ففي سن الـ35 عاما تشافي كان لاعب مهم مع برسا انريكي ويصنع الفارق كل ماشارك في المبارايات، عام 2015 حصل تشافي على لقب دوري الأبطال لأخر مرة في مسيرته.
دخل في الشوط الثاني امام يوفي لينهي مسيرته مع البرسا بلقب ذات الأذنين وتكون تلك المباراة هي الأخيرة لتشافي بقميص البلاوجرانا حينها كسر الرقم القياسي للاعب الأكثر مشاركة في دوري ابطال اوروبا واللاعب الأكثر مشاركة مع نادي برشلونة وثاني اكثر لاعب مشاركة مع منتخب إسبانيا خلف إيكر كاسياس... ارقام قياسية وذكريات من غير الممكن ان تمحى من ذهن كل من تابع كرة القدم في تلك الفترة.