17 اذار 1999 ذكرى انتفاضة ساعة الصفر التي قام بها ابناء التيار الصدري في العاصمة بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب ضد نظام صدام وحزبه الكافر للأخذ بثأر زعيم الحوزة العلمية اية الله العظمى السيد الشهيد محمد الصدر ونجليه الطاهرين (رضوان الله عليهم).
المطالبة بالإعدام الجماعي بعد ثورة العراق
هذه المقالة عمرها أكثر من 24 سنة
العراق: تقرير خاص
إيان بلاك، محرر دبلوماسي
الثلاثاء 28 سبتمبر 1999 الساعة 01.50 بتوقيت جرينتش
أُعدم ما يصل إلى 500 عراقي ودُفن العديد منهم في مقبرة جماعية بعد الانتفاضة التي شهدتها مدينة البصرة جنوب البلاد في شهر مارس/آذار، حسبما أعلنت جماعة معارضة بارزة أمس.
وذكر مركز حقوق الإنسان التابع للحزب الشيوعي العراقي أن 21 من الضحايا قتلوا رميا بالرصاص بعد تمرد استمر يومين.
وقال المركز، ومقره شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد، إن مجموعة مكونة من 100 معتقل تم نقلهم إلى منطقة البرجسية بالقرب من الزبير، على بعد 13 ميلاً جنوب شرق البصرة، حيث تعرضوا للتعذيب وإطلاق النار ودفنوا تحت إشراف علي حسن الساعدي. ماجد، ابن عم الرئيس صدام حسين.
وقال الحزب إنه "تم نقل أفراد عائلات رجال الأمن الذين قتلوا في الانتفاضة البطولية إلى مكان الحادث". "تم تسليم كل منهم بندقية آلية وطلب منهم الانتقام لقتلاهم". وبحسب رواية الحزب، يتم القضاء على أي ضحية لا تزال على قيد الحياة بإطلاق النار على الرأس، وإلقائها في حفرة وتجريفها.
إن الحزب الشيوعي العراقي، الذي لديه شبكات سرية داخل العراق، وقاعدة في كردستان، عادة ما يكون مصدرا موثوقا للمعلومات، وعلى عكس العديد من جماعات المعارضة الأخرى لا يحظى بدعم أي حكومة غربية.
وقال دبلوماسيون إنه ليس لديهم تأكيد مستقل لهذا الادعاء، لكنهم أشاروا إلى أن مثل هذه الفظائع تتماشى مع السجل الوحشي لنظام بغداد. وتشير التقديرات إلى أن نحو 100 شخص لقوا حتفهم في اشتباكات البصرة في مارس/آذار الماضي، لكن الحزب نقل عن مصادر محلية قولها إن ما بين 400 و500 شخص قتلوا في عمليات الإعدام اللاحقة.
وقال أحد الخبراء الحكوميين: "ليس هناك شك في حدوث اضطرابات خطيرة في البصرة، وهذا يبدو وكأنه حملة تطهير".
وقالت مصادر بالحزب إنهم يحاولون الحصول على أدلة فوتوغرافية لدعم التقرير.
وتُعرف الزبير، التي تهيمن عليها الأقلية السنية، بأنها منطقة تحظى فيها جماعات المعارضة بدعم المملكة العربية السعودية.
وفي اجتماعات مع جماعات المعارضة العراقية الأسبوع الماضي، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن دعمهم العلني لمحاكمة الرئيس صدام حسين بتهم الإبادة الجماعية، على الرغم من أنه لا توجد محكمة مشكلة حالياً يمكنها التعامل مع مثل هذه القضية.
بدأت اضطرابات خطيرة في جنوب العراق، بقيادة الطلاب، في مارس/آذار بعد أن قتل عملاء حكوميون آية الله العظمى محمد صادق الصدر، أكبر زعيم ديني شيعي في البلاد، وولديه.
---------------
ثورة ظلمها الاعلام
(ساعة الصفر )
لم يكن تحديد ذلك الوقت عبثاً أو بطراً. ذلك الوقت كان موقفاً خصص للرجال الذين لهم الاستعداد الكافي على التضحية، وقت لا خيار ثالث فيه بين النصر والشهادة، للرجال الذين يستأنسون بالموت، متيقنين، لا مبالين بالحياة.
لم يكن فقدان الصدر حدثاً عابراً كفقد كل حبيب أو معشوق يأخذك الحزن حيث الفقد، أبداً، إنما هو نهاية الأمل، نهاية حياة خطها لنا بدمه. وأي حياة تلك التي يرسم طريقها الدم الطاهر ، هل يساويها حزن لفقد؟
كيف تتخيل حياة تفقد فيها كل الطموحات، وأي حياة التي تغتال منك البسمة والحب والإنسانية. إن الصدر كان مدرسة متكاملة لصناعة الرجال، فكانت معادلة حسابية رصينة هم رجال خلقوا من أجله ليصنعهم بمصانع العزة والشرف. انتجهم كنماذج تبقى شاخصة لكل الذين يستشهدون بواقعة رجولية أو ميدانية، فلايمكن لنا حينما يمر تاريخ لواقعة معينة لم نستحضر مواقفهم أو تضحياتهم، وحينما تمر هذه الذكرى تعصف بالرأس كل مأساة عشناها معاً، ويعتصرنا الألم، فلا يمكن أن يغادر عن الذهن ذلك المقدام الأسد الشيخ علي الكعبي، ولا يمكن لنا أن ننسى خذلان أبناء جلدتنا الذين يتخذون من الجهاد عنواناً لهم، يجب أن نكتب التاريخ بدموع وحسرات، حزناً على الذين لم يدركوا الفتح!
إن ساعة الصفر كانت ثورة الثأر التي غيرت خارطة تفكير النظام العنجهي، وأعادت حسابات الذين لم يقيموا وزناً للعراقيين ويتهمونهم شتى الاتهامات، ساعة الصفر حددها الصدريون ونفذها الصدريون وانتصر بها الصدريون نصراً عقائدياً كان له الأثر البالغ على سلطة لم ترحم الطفل الرضيع، نعم، أنها ثورة أسقطت جبروت صدام والبعث ومرغت انفه بالتراب، اسقطت كل محافظات الوسط والجنوب ببضع قطع من السلاح البالي، ولكن قوة الإيمان والإصرار كانت السلاح الفتاك ضد لنظام، ساعة الصفر غيبها الإعلام ولم ينصفها لأنها ثورة عراقية بحق راح ضحيتها الآلاف من أبناء الوسط والجنوب. دفنوا سراً. واعتقلت عوائلهم وأطفالهم.
ذكراها مؤلمة رغم أنها بصمة شرف في جبين العراق. تفاصيلها توجع القلب حقاً، لكنها ستبقى عالقة في كل الضمائر الحية، هي ثورة عقائدية رسخ مفهومها العقدي بالأذهان من ثاروا لأجله، معتقدين امتداده الطبيعي لمدرسة أهل بيت النبوة، فضحوا لأجله قدر ارتباطه بالإسلام والمذهب.. لأرواحهم الرحمة والخلود.
الكاتب "علي چالي"
كلمات مفتاحية صدريات قديمة صدريات حماسية