Рет қаралды 10,792
الشاعر الكبير حمود الخلّاف
يا راحلينَ بمُهْجتي وقْت الأصِيل
يا راحلينَ تمهّلوا قَبْلَ الرّحيل
رُدّوا على المحْزونِ قلباً مستهام
عَرَفَ الهوى لمّا رأى الطّرْفَ الكحيل
جودوا عليهِ بنظرةٍ حينَ الوداع
تبقى لهُ زاداً و إن كانت قليل
واستودعوا الرحْمنَ صَبّاً لا ينام
رُغمَ الجَفا عنكم أبى يوماً يميل
وادعوا لهُ بالغيبِ من يشفي الصّدور
يشفي لهُ قلباً بكم أمسى عليل
يشكو لواعجَ وجدِهِ ليلاً بهيم
غابت بهِ أنوارُ ذي الخدِّ الأسِيل
ليلاً بهِ آلى الكرى ألا يزور
أرِقاً توسّدَ صَدرهُ همٌّ ثقيل
تبكي لهُ عينٌ بها حلّ السّهاد
والدّمعُ من فرطِ الجوى منها يسيل
قد طال ليلي بَعدَكم يا راحلين
ليلُ المحبِّ من الجفا ليلٌ طوِيل
كيف السّبيلُ إليكمُ يا راحلين؟
يا راحلينَ و حُبُّكم فينا نزيل
كيف السبيلُ إليكمُ يا تاركين
شوقاً بنا أضحى بهِ جسمي هزيل؟
هل لي بوَصْلٍ يرتوِي منْه الحنين؟
أم وصلُكم قد صارَ أمراً مستحيل؟
كسْرُ الفؤادِ من النّوى في المرْءِ عيب
عيبٌ و يَسْترهُ بنا صبرٌ جميل
صبراً وإن كانَ الحشا شوقاً يذوب
فالصّبْرُ في قيظِ النّوى ظِلٌّ ظليل
فلَأصْبرنَّ و أَرْجُ من ربِّ العباد
إمّا وصالاً منكمُ يروي الغليل
أو عنكمُ أسلُو و يَنْساكَ الفؤاد
يا من بجودِ وصالهِ دوماً بخيل