Рет қаралды 31,793
العين الحمراء... قبلة للسياحة العلاجية في المغرب
في مساحة صغيرة لا تتجاوز أبعادها عشرات الأمتار طولاً وعرضاً، وحيثما وجهت نظرك، أو أصغيت، سترى وتسمع وجوهاً ولغات ولهجات يصعب حصرها. فهذه امرأة فرنسية، وهذا رجل بريطاني، يبدو من هيئته أنه تجاوز الستين من العمر، وتلك شابة يبدو من لهجتها أنها قادمة من الجهة الشمالية من المغرب. كلهم تجمعوا ومدوا أرجلهم داخل عين ماء دافئ تصل حرارته إلى 24 درجة، حتى لو لم تكن في فصل الصيف. أنتَ هنا في العين الحمراء، أو "عين الرحمة" كما سماها ملك المغرب الراحل، محمد الخامس، إثر زيارته قبيلة أجزناية المجاهدة سنة 1956.
وهي حامة وقرية سياحية وعلاجية في الوقت نفسه، إذ تقع شماليّ إقليم تازة في مقدمة سلسلة جبال الريف على بعد 76 كلم من تازة و15 كلم شمال غرب مركز أكنول. حرارة مياهها المعدنية، ومعدل صبها الذي يصل إلى 40 لتراً بمحتوى غني بالمعادن، تشتمل على كمية كبيرة من المغنيزيوم والحديد، ما أعطاها طعماً يميل إلى طعم الصدأ. وقد تحولت منذ اكتشافها إلى قبلة السياح والزوار من مختلف مدن المغرب وخارجه بغية الاستشفاء والعلاج والاستمتاع بمناظرها الخلابة.
بمجرد وصولك إلى منطقة أكنول التي تبعد عن العين الحمراء كيلومترات قليلة، ستدهشك الجبال المكسوة بالأشجار والهواء النقي المعبق برائحة الأعشاب الجبلية المميزة الموجودة في المنطقة، ما يجعل مجرد السير في طريقها راحة نفسية إثر الاستمتاع بجمال خلاب، إلى غاية وصولك إلى منطقة العين الحمراء. وعند دخولك القرية، تلفت انتباهك المنازل الموجودة في المكان، وهي شقق مع مطاعم تقدم الشواء مع طبق الحريرة المغربية بكثرة، وتتراص محلات بيع المواد الغذائية ومقاهي الشاي والقهوة التي تقدم معه فطيرة يسميها المغاربة الحرشة، وهي مُعدَّة من دقيق السميد. وأيضاً يلفت انتباهك قوارير زيت الزيتون الكثيرة، المصفوفة للبيع، بحكم أن المنطقة غنية بأشجار الزيتون والدكاكين. أمّا المباني، فهي مقامة على مستويات مختلفة من العلو والانحدار.
تعتبر المنطقة جبلية،