حول الإمام ابن قيم الجوزية:
أبو عبدِ الله شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أبِي بَكرِ بنِ أيُّوبَ بنِ سَعْدِ بنِ حَرِيْزٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشقِيُّ الحَنبَلِيُّ (691- 751هـ/ 1292- 1350م) المعروف باسم «ابنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّة» أو «ابنِ القَيّمِ». هو فقيه ومحدِّث ومفسَر وعالم مسلم مجتهد وإمام من أبرز أئمَّة المذهب الحنبلي في النصف الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابنُ القيم حنبليَّ المذهب؛ فقد كان والده «أبو بكر بن أيوب الزرعي» قيِّمًا على «المدرسة الجَوْزية الحنبلية»،(1) وعندما شبَّ واتَّصل بشيخه ابن تيميَّة حصل تحوُّل بحياته العلمية، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع وموافقة الدليل من الكتاب والسنَّة، ثم على آراء الصحابة وآثار السلف، ولهذا يعُدُّه العلماء أحدَ المجتهدين.
وقد حصل لابن القيم بسبب اتصاله بابن تيمية، ونصره لمذهبه وتمسكه به، كثير من المضايقات؛ فقد حبس، وأنكر عليه بعض الفقهاء في عدد من المسائل التي انتصر فيها لرأي ابن تيمية، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة ابن تيمية.
يقول ابن كثير: «وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد، لا يحسد أحدًا ولا يؤذيه، ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق والفضيلة.» ويقول أيضًا معتزًا بصحبته ومحبته له: «وكنتُ من أصحب الناس له وأحب الناس إليه». ويقول ابن رجب: «وكان رحمه الله تعالى ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر. وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له، والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان أعلم منه وليس هو المعصوم ولكن لم أر في معناه مثله.»
وقال القاضي برهان الدين الزرعي(2): «ما تحت أديم السماء أوسع علمًا منه.»
وقال شيخه جمال الدين المزي: «هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه»
وقال الشوكاني: «وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف، وله من حسن التَّصَرُّف مَعَ العذوبة الزَّائِدَة وَحسن السِّيَاق مَالا يقدر عَلَيْهِ غَالب المصنفين بِحَيْثُ تعشق الإفهام كَلَامه وتميل إِلَيْهِ الأذهان وتحبه الْقُلُوب».
وقال جلال الدين السيوطي: «صنَّف، وناظر، واجتهد، وصار من الأئمة الكبار في التفسير، والحديث، والفروع، والأصلين، والعربية.»
يشير الحافظ ابن رجب إلى أخذِ الكثيرِ العلمَ من ابن القيم وتتلمذهم على يديه، وبين تأثيره في عصره، فيقول: «وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه، وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاءُ يعظمونهُ ويتتلمذون له.» ومن أشهر تلاميذه:
ابنه برهان الدين إبراهيم.
ابنه شرف الدين وجمال الدين عبد الله.
الحافظ ابن رجب الحنبلي.
ابن عبد الهادي.
محمد بن عبد القادر بن عثمان النابلسي الحنبلي.
محمد بن محمد بن محمد بن الخضر الغزي الشافعي.
مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي.
محمد بن محمد القرشي المقري التلمساني.
صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي.
زين الدين علي بن الحسين بن علي الكناني الحنبلي.
ومن مؤلفاته:
اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.
الاجتهاد والتقليد.
أحكام أهل الذمة.
إعلام الموقعين عن رب العالمين.
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
الروح.
زاد المسافرين إلى منازلِ السعداءِ في هَدي خاتم الأنبياء.
زاد المعاد في هدي خير العباد.
شرح الأسماء الحسنى.
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.
الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.
الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم.
الطب النبوي.
طريق الهجرتين وباب السعادتين.
الطُّرُقُ الْحُكْمِيَّة في السِّياسَة الشَّرعية.
تتفق كتب التراجم أن ابن القيم توفي في ليلة الخميس 13 رجب سنة 751هـ وأذانَ العِشاءِ، وهو في عمر الستين سنة. وقد ذكر ذلك من المترجمين ابن رجب، وابن كثير، وابن حجر العسقلاني.
حول كتاب "تقريب مدارج السالكين":
يقول محققو الكتاب: مع كثره ما كتبه ابن القيم في الرقاق واعمال القلوب واصلاح النفوس، فإن المعتنين بتراثه مجمعون على ان واسطة عقد مؤلفاته كتاب "مدارج السالكين"، وقد فتح الله عليه في هذا الكتاب فتحاً عظيما، حتى غدا كتابا لا يستغنى عنه، بل لا يكاد يغني غيره عنه.
والحاجه الى هذا الكتاب وامثاله بالغة، فإن المرء محتاج بين الفينه والاخرى لما يلين قلبه، ويزيد ايمانه، ويشحذ همته. واحوج الناس الى ذلك العاملون لدين الله، من طلاب علم ودعاه ومربين.
ورغبة في نشر العلم بين جموع المسلمين، وطمعاً في تيسير الانتفاع بهذا الكتاب الثمين، عزمنا على مشروع "تقريب مدارج السالكين".
اعتمدنا في النص على نسختي دار الصميعي التي حققت في رسائل دكتوراه في جامعه الامام محمد بن سعود الاسلامية، وقد نحيد عما اعتمده المحققون في المتن في حالات.
قصدنا بهذا العمل خدمة طلاب العلم ونخب القراء والدعاه ممن يرغبون بقراءه المدارج لكن يعوقهم عن ذلك تلك المباحث التي تشتت القارئ، وتعوق استرسال روحه وقلبه مع درر الهروي وابن القيم, وها نحن نقدمه لهم - قدر استطاعتنا - نقياً من تلك القواطع التي لا ننتقد ابن القيم عليها وانما كان لذكرها مناسبة وهدف خاص، وعلى من ارادها الرجوع الى الاصل فهي موجوده فيه.
فريق العمل:
صالح بن عبد العزيز المحيميد
تركي بن عبد الله التركي
حازم بن عبد الرحمن البسام
فهد بن محمد الخويطر
محمد بن عبد الله الحميد
مقدمة 00:00:00
مقدمة الإمام ابن القيم 00:00:46
الفاتحة وأمهات المطالب 00:8:37
الصراط المستقيم 00:18:04
دعاء العبد ربه 00:23:27
أسماء الله الحسنى 00:26:87
مراتب الهداية 00:29:52
#الذين_يعلمون
#عقيدة_السلف
#اهل_السنة_والجماعة
#عقيدة_أهل_السنة_والجماعة